في الوقت الذي لا يعرف فيه الجزائريون اسم رئيس جهاز مخابراتهم الداخلية، وعاشوا لعقود من الزمن وهم لا يعرفون صورة رئيس جهاز الاستخبارات الشهير توفيق مدين، يبدو أن الأوضاع في المغرب تختلف، ففي الكثير من المرات شوهد عبد اللطيف الحموشي، رئيس مديرية مراقبة التراب الوطني، وكذلك المديرية العامة للأمن الوطني، وهو يتجول في الشارع العام، سواء في مدينة الرباط أو في تمارة، أكثر من ذلك فالحموشي دأب مؤخرا على استعمال القطار فائق السرعة في بعض تحركاته الداخلية. آخر مرة شوهد فيها عبد اللطيف الحموشي على متن القطار فائق السرعة تعود إلى يوم الثلاثاء 31 دجنبر الماضي، فبحسب ما عاينته “الأيام”، فقد استقل القطار من محطة “الرباط أكدال” في حدود الساعة العاشرة صباحا رفقة اثنين من مرافقيه بزي مدني عادي، وتوجهوا إلى طنجة، بالتزامن مع الاستعدادات الأمنية الكبيرة التي شهدتها المدينة بمناسبة رأس السنة الميلادية.
ووجد الحموشي في انتظاره بمحطة القطار طنجة والي أمن المدينة والمدير الجهوي لجهاز “الديستي”، ومسؤولين آخرين، ممن استقبلوه بشكل عادي بدون بروتوكول، وتوجهوا جميعا إلى فندق “ميراج” المطل على المحيط الأطلسي.
و قبل قرابة أسبوع من ذلك، شوهد عبد اللطيف الحموشي وهو يتجول في بعض شوارع مدينة تمارة، حيث أوقفه مجموعة من المواطنين وأخذوا معه صورا تذكارية، من دون أن يكون مصحوبا بحراس أو مرافقين.