انتقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجدل الذي أثير بشأن ارتداء الحجاب في بلاده، بعد أن أعرب نائب برلماني يميني عن رفضه قيام سيدة ترتدي الحجاب بمرافقة أطفال في رحلة مدرسية. وقال ماكرون "دعونا نقف معا، ولا نقسم أنفسنا، أولا وقبل كل شيء، لنكافح التطرف في مجتمعنا.. دعونا نعمل من أجل عدم تعريض الجمهورية في أي وقت لخطر الطائفية".
وأضاف الرئيس الفرنسي: "دعونا لا نشتم مواطنينا".
وتابع ماكرون قائلا: "تم خلط كل شيء في الجدل والتعليق، بكثير من اللامسؤولية في بعض الأحيان، من معلقين سياسيين معينين".
هذا، وعاد قانون منع ارتداء الحجاب ليطفو مجددا على السطح في فرنسا بعد ظهور امرأة محجبة خلال اجتماع لأحد المجالس المحلية، وهو ما أثار جدلا واسعا وكشف اختلافا لدى الفرنسيين في تأويل القانون.
وتعود تفاصيل القضية إلى يوم الجمعة الماضي، حينما رافقت سيدة مسلمة تدعى فاطمة"، مجموعة من الأطفال في رحلة مدرسة إلى مجلس بلدية "بورغوني فرانش كومتي" بشرق فرنسا، للتعرف عن قرب إلى طريقة عمل إحدى آليات الديمقراطية الفرنسية، قبل أن يجد هؤلاء التلاميذ أنفسهم أمام مشهد عنصري صادم، إثر مطالبة أحد الأعضاء المنتمين لأقصى اليمين بنزع حجاب مرافقتهم أو طردها.
وقام العضو المنتمي لحزب "التجمع الوطني" اليميني بمطالبة رئيسة المجلس الاشتراكية بإجبار السيدة على نزع حجابها أو الخروج من المجلس "باسم قيم الجمهورية والعلمانية"، وفي الوقت الذي انتقد فيه أعضاء آخرون كلامه قام زملاؤه في الحزب بمساندته ومهاجمة المرأة ما خلق فوضى كبيرة داخل المجلس.
وحظيت السيدة بتعاطف كبير في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صحيفة "لوباريزيان" صورة لها وهي تعانق ابنها وتحاول تهدئته بعدما أرعبه التهجم الكبير على والدته من طرف الأعضاء اليمينيين المتطرفين.