بعد زيارة الملك محمد السادس إلى روسيا، قصدت كل من جبهة البوليساريو والجزائر الكرملين لتعزيز العلاقات ومنع حدوث أي تطور لصالح المغرب في نزاع الصحراء المغربية. وحل الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال بموسكو الثلاثاء الماضي، وأجرى مباحثات مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف حول تطوير العلاقات المشتركة. ووقع الجانبان اتفاقيات اقتصادية وسياسية تهدف إلى تطوير العلاقات التي يصفها الخبراء بالمتينة بين البلدين. وتعتبر الجزائر شريكا رئيسيا لروسيا في القارة الإفريقية والعالم العربي، وعلى سبيل المثال تعتبر زبونا رئيسيا للسلاح الروسي. وقال سلال إن الجزائر تعتزم جعل روسيا شريكا استراتيجيا لبلاده مستقبلا أكثر مما هي عليه الآن. ولا يمكن رؤية زيارة سلال بمعزل عن التطورات الحاصلة في المغرب العربي حول ملف الصحراء المغربية. وتأتي زيارة سلال أسابيع قليلة من زيارة محمد السادس إلى موسكو ولقاءه بالرئيس فلادمير بوتين وإعلان الرباط رهانها على الكرملين في السياسة الدولة ومنها ملف نزاع الصحراء . ويقول المحلل الجزائري أحمد ابصير في تصريح مع CNN بالعربية الربط بين الزيارة الحالية والمغرب أن “المغرب يسعى إلى إيجاد خيارات مفتوحة له بالتوجه إلى روسيا، بعد توتر علاقته بالاتحاد الأوروبي على خلفية حكم المحكمة الأوروبية بتعليق النشاط الفلاحي بين الصحراء الغربية وأوروبا، غير أن التاريخ القوي للعلاقات الجزائرية الروسية يبقى حاضرًا، لا سيما لحجم صفقات شراء الأسلحة بينهما ، وكذا صفقات الغاز الطبيعي، وحضور الطرفين في محور سياسي دولي واحد”. وقبل زيارة سلال الى موسكو، حل بالعاصمة الروسية منذ قرابة أسبوعين وفد من جبهة البوليساريو استقبله الممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشروق الأوسط ونائب وزير الخارجية "ميخائيل بوغدانوف”, وفدا صحراويا يقوده المكلف بلجنة الخارجية بالامانة العامة لجبهة البوليساريو امحمد خداد لبحث ملف الصحراء .