يتبع البعض مبدأ الحذر ويتوقفون تماما عن ممارسة الرياضة عند الإصابة بالزكام أو ظهور أعراض نزلات البرد، في حين يواصل آخرون نشاطهم الرياضي المعتاد، فما هي الحالات التي يجب فيها التوقف التام عن الرياضة تجنبا لإصابات أخطر؟ الانتظام في ممارسة الرياضة مسألة صعبة تحتاج إلى تخطيط طويل وضبط لجدول مواعيد العمل أو الدراسة، وعندما ينجح المرء أخيرا في الانتظام في رياضة ما، ثم تبدأ أعراض الإصابة بالبرد، فهو شعور مزعج ومحير في الوقت نفسه، ويضعه أمام سؤال مهم: هل يمارس الرياضة كالمعتاد عند الإصابة بالبرد، أم يفضل العمل بمبدأ "الاحتياط واجب" والانتظار حتى الشفاء؟ يقول الأطباء إن حالات الرشح البسيطة لا تستدعي التخلي عن الرياضة، شريطة أن يشعر المرء بوجود الطاقة واللياقة الكافية لممارستها. أما عند ظهور بعض الأعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة أو السعال أو التهاب الحلق، فهنا يفضل التوقف الفوري عن ممارسة أي نشاط رياضي. وعادة ما تكون الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة مؤشرا على إصابتك بعدوى فيروسية، فوتيرة عمل جهاز المناعة في هذه الحالة ترتفع بشكل كبير لمقاومة الفيروس، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي. وفي مثل هذه الحالات، يعاني الجسم من مصدر ضغط كبير وهو مقاومة الفيروس، وبالتالي فإن أي جهد بدني إضافي ناتج عن ممارسة الرياضة -على سبيل المثال- يزيد العبء على الجسم، ومن ثم قد يتسبب في مشاكل كبيرة، لذا يجب التوقف تماما عن أي نشاط بدني إضافي في هذه الحالات. وبعد الشفاء من نزلة البرد يمكن العودة مرة أخرى إلى ممارسة الرياضة، لكن ليس على الفور، فبعد الشفاء من نزلة برد وحمى مثلا، يجب الانتظار لمدة لا تقل عن أسبوع، وفقا لتقرير "أبوتيكين أومشاو". أما بالنسبة لنزلات البرد البسيطة التي تقتصر على الزكام أو بعض الأعراض الخفيفة، فيمكن العودة إلى الرياضة بمجرد انتهاء الأعراض، لكن مع الابتعاد عن أنواع الرياضة التي تجهد الجسم. ومن المهم أيضا اتباع مبدأ العودة البطيئة، بمعنى عدم بذل مجهود كبير بمجرد العودة إلى الرياضة، لكن يجب أن يتم الأمر بشكل تدريجي. وفي النهاية يجمع الخبراء على ضرورة الاستجابة للإشارات التي يرسلها الجسم، بمعنى التوقف عن إجهاده عندما يرسل إشارات التعب أو عدم القدرة على أداء الأنشطة المعتادة.