في زمن التكنولوجيا ومواقع التواصل الإجتماعي لم يعد هناك مجال للتكلم دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى لا تفلت كلمة أو أخرى. و رغم الحذر إلا أن عددا من الوزراء و المسؤولين عانوا نتيجة زلات لسانهم التي تحولت الى قضية رأي عام. فالمثل المغربي الذي يقول "اللسان ما فيه عظم" يمكن أن نضيف له "باستثناء المسؤول" لما لهذا المنصب من حساسية، فالمسؤول يجب أن لا يتفوه بأي كلام حتى و إن كان لا يقصده و يجب أن يكون متحكما في لسانه حتى لا ينقلب عليه فيكون سبب شقائه كما هو الشأن بالنسبة لقضية "2فرنك" التي أصبح يتداولها الصغير والكبير في غضون أيام قليلة. شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة لدى وزيرة الطاقة والمعادن" لم يخطر ببالها أن مجرد جملة تفوهت بها في برنامج تلفزيوني من شأنها أن تثير الجدل الذي وصل إلى حد المطالبة باستقالتها، نظرا لقولها أن معاشات البرلمانيين و التي تقدر ب "8000"درهم ما هي إلا "2 فرنك" الشيء الذي أثار موجة من الانتقادات خصوصا لدى نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي مما أعاد إحياء النقاش بخصوص المطالبة بإلغاء معاشات البرلمانيين.
الوزيرة التقدمية ليست هي أول من يقع ضحية لسانه شأنها في ذلك شأن مجموعة من الوزراء و على رأسهم محمد الوفا الوزير المكلف بالشؤون العامة و الحكامة الذي غالبا ما كانت تصريحاته تثير السخرية والانتقاد قبل أن يأخذ العبرة و الحذر معبرا عن ذلك من خلال قوله في البرلمان" داير الاحتياط لا نطيح لأنه غير زلقت وداروها فالفايسبوك" ، فالوفا نتيجة زلاته أصبح يتجنب الإدلاء بالتصريحات للصحافة كعادته ووضع للسانه حارسا حتى لا يلدغ من الجحر مرتين. ومن بين أكثر تصريحات الوفا جدلا و" الله أوباما باباه ما عندو بحال هاد الإعدادية" و ذلك في الوقت الذي كان وزيرا للتعليم و التربية الوطنية في إشارة منه أن التعليم المغربي أفضل من التعليم بأمريكا مما أثار سخرية واسعة خصوصا لدى نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي. الوفا له حكايات مع زلات اللسان فإلى جانب "اوباما باباه" هناك عبارة "المدير و صاحبتو" و ذلك في تجمع له مع أطر التعليم حيث قالها خلال اتصال هاتفي، الشيء الذي خلف آراء متباينة منها من اعتبر أن الوفا شعبي بطبعه و أن أسلوبه في الكلام يرجع إلى كونه ابن مدينة مراكش. فيما اعتبر آخرون أن هذا الأسلوب لا يليق بمسؤول خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بقطاع التربية و التعليم.
مسلسل زلات اللسان لا يزال متواصلا فبعد أيام قليلة من تصريح "شرفات أفيلال" انتقلت عدوى الزلات ليصيب الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة و المعادن و الماء و البيئة حكيمة الحيطي و التي ادعت أن العمل الحكومي يكلفها 22 ساعة من العمل في اليوم من أصل 24 ساعة. مما أثار استغرابا مصحوبا بسخرية كبيرة خصوصا في صفوف الفايسبوكيين الذين وصفوا كلامها ب "اللامنطقي". أحد النشطاء في تعليق له على كلام الوزيرة الحركية، قال: "22 ساعة و يتبقي لك الوقت لتصفيف شعرك و نفخ شفاهك" . وباء زلات اللسان سبق و أن أصاب كذلك وزير التشغيل عبد السلام الصديقي رغم خرجاته القليلة في وسائل الإعلام، و ذلك عندما كان يتحدث عن محطات حياته و اشتغاله كراعي للغنم قبل أن يسترسل و يخطأ التعبير و ويقول"دابا وليت كانسرح بنادم " نظرا لمنصبه كوزير، الشيء الذي أثار موجة من الانتقادات و التي اعتبرت قوله مسيئا قبل أن يعتذر و يسحب كلامه. و يتصدر رئيس الحكومة بن كيران لائحة أكثر المسؤولين عرضة للاهتمام رغم أنه لم يعد يطلق العنان للسانه وأصبح أكثر حذرا خصوصا بعد قولة "عفا الله عما سلف" في برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة، و ذلك أثناء حديثه عن لوبيات الفساد حيث ذكر أن النبش في ملفات الفساد القديمة عهدها من شأنه أن يعطل مسار الإصلاح و هذا ما فسره بقوله "عفا الله عما سلف" الأمر الذي أثار انتقادات كثيرة خصوصا من طرف بعض من الفرقاء السياسيين ممن رد عليهم بنكيران كون انتقاداتهم حق "يراد به باطل" و أنهم ينتظرون الفرصة لممارسة معارضتهم من أجل المعارضة .
فيما يرى أغلب النشطاء سواء في المواقع الاجتماعية أو في مساحات التعليق بالجرائد الإلكترونية أن بن كيران شخصية عفوية بعيدة عن البروتوكول المعتاد في خطابات المسؤولين ممن سبقوه.
و إلى جانب "عفا الله عما سلف" خلفت عبارة "ديالي كبير عليك" و التي واجه بها بن كيران النائبة البرلمانية عن حزب "البام" ميلودة حازب، في إشارة منه لحزبه. إلا أن العبارة سرعان ما أخذت أبعادا أخرى مما أنتج ردود أفعال متباينة منها من اعتبر انها عبارة لا تليق بأسلوب رئيس الحكومة في حين اعتبر آخرون أن العيب في من أساء الفهم و أن القصد من قول بن كيران "ديالي كبير عليك" هو الحزب.
يقال "إن زلة القدم أسلم من زلة اللسان" و ذلك لما يمكن أن تسبب تلك الهفوات اللفظية من أدى لمسامعها او حتى لقائلها وخصوصا عندما تصدر من قبل شخص مسؤول له منصب حساس إلا أن الزلات تختلف باختلاف عمقها ونية قائلها فالزلة فإما أن تعبر عن قناعة صادقة و هو حال وزيرة "2فرنك" أو إما أن تكون خطئا في التعبير و هو الأمر الذي يقع مع رئيس الحكومة.