تعتزم الحكومة الجزائرية، ضخ 260 مليار دولار، لإنقاذ مدينة ديترويت الأمريكية، من الإفلاس، حيث كانت تعتبر هذه المدينة، مهد شركات السيارات الثلاث الكبرى فورد وكرايسلر وجنرال موتورز. وأفادت "الشروق الجزائرية"، مساء الأحد، أن نائبا برلمانيا، وجه مساءلة لرئيس الحكومة عبد المالك سلال، حول "استغلال حوالي 260 مليار دولار كسندات في الخزينة الأمريكية كاستثمارات من الجزائر فيها إلى غاية 2020، لإنقاذ مدينة "ديترويت" الصناعية الأمريكية، المفلسة منذ العام 2008". ونقلت عن النائب البرلماني، قوله "هذا المبلغ يفوق احتياطي الصرف الجزائري ويساوي الغلاف المالي المخصص للمخطط الخماسي لرئيس الجمهورية 2014-2019، في الوقت الذي تعترف الحكومة بالأزمة الخطيرة التي تواجه الجزائر بسبب أزمة البترول وتراجع احتياطاتنا ورصيد صندوق ضبط الإيرادات وانهيار قيمة العملة الوطنية وتتجه نحو إيقاف مشاريع عمومية وتراجع ميزانية التجهيز ب45 بالمائة". وبثت قناة خاصة أمريكية تقريرا اقتصاديا، السبت، يؤكد زيارة الوزير عبد السلام بوشوارب ورجال أعمال جزائريين إلى مدينة الصناعة والسيارات الأمريكية "ديترويت"، وظهر بوشوارب إلى جانب مسؤولين رسميين وهو يدلي بتصريحات، كما أكد المسؤولون الأمريكيون، ومنهم عمدة ديترويت، صب مبلغ 260 مليار دينار من الأموال الجزائرية لإنقاذ ميدنتهم. ولم تعلن السلطات في الجزائر عن هذا الخبر لا عبر بيانات وزارية ولا عبر وسائل الإعلام الرسمية كما لم تنفِه. ووافق البرلمان الجزائري، نهاية الشهر الماضي، على زيادات في أسعار البنزين والديزل والغاز والكهرباء المحلية المدعمة ضمن ميزانية 2016 وذلك في أحدث محاولة حكومية للتأقلم مع التراجع الحاد في إيرادات الطاقة. وستكون الزيادات هي الأولى للأسعار المدعمة لتلك المنتجات في أكثر من عشر سنوات. ويتوقع البلد المنتج للنفط عضو منظمة أوبك تراجع إيرادات الطاقة 50 بالمئة إلى 34 مليار دولار هذا العام وإلى 26 مليار دولار في 2016. ويتضمن قانون ميزانية 2016 خفض الإنفاق تسعة بالمئة وذلك بعد زيادة الإنفاق الحكومي على مدى السنوات الأخيرة. ويختبر تراجع أسعار النفط العالمية النظام الاقتصادي الجزائري المعتمد على دخل الطاقة لتمويل برنامج ضخم للدعم الاجتماعي. وتشكل صادرات النفط والغاز 95 بالمئة من الصادرات وتسهم بنسبة 60 بالمئة من ميزانية الدولة. ويقول المسؤولون إن الاحتياطيات الأجنبية الضخمة للجزائر وديونها المنخفضة سيساعدان في التغلب على تحدي انخفاض أسعار النفط.