أكدت مصادر أمنية ليبية مطلعة لموقع "هافينغتون بوست عربي" أن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بدأ في حشد مقاتلين تابعين له في المنطقة الغربية؛ استعداداً للسيطرة على طرابلس التي تخضع لسيطرة تحالف "فجر ليبيا"، مستعيناً بالقبائل الموالية لنظام العقيد القذافي في غرب البلاد، وبفصائل جماعة الزنتان المناهضة للإسلاميين. المصادر الأمنية أكدت ل"هافينغتون بوست عربي"، أن العملية العسكرية تستهدف السيطرة على العاصمة طرابلس، كمرحلة أولى، ثم السيطرة على باقي مدن الغرب الليبي. ليبيا تشهد سلطتين تتنازعان الحكم منذ أكثر من عام ونصف العام، إحداهما معترف بها دوليًّا في بنغازي، يمثلها برلمان طبرق وقوات خليفة حفتر، والثانية يمثلها تحالف "فجر ليبيا" الذي يسيطر على معظم مناطق غرب البلاد. المصادر أشارت إلى أن حفتر أسند إلى كل من خالد بوعميد، ومعمر الضاوي، وهما من القادة العسكريين السابقين في الجيش الليبي، مهمة حشد المقاتلين في المنطقة الغربية. وبحسب ذات المصادر فإن العملية ستعتمد على ذراعين عسكريتين، الأولى لقوات جماعة الزنتان المناهضة لفجر ليبيا، والتي أعلنت انضمامها إلى حفتر باسم "كتيبتي الصواعق والقعقاع"، والثانية جيش القبائل المعروف بولائه لنظام العقيد القذافي السابق، والمتواجد في مناطق ورشفانة، جنوب غرب طرابلس.
مصادر أمنية قد أكدت ل"هافينغتون بوست عربي" أمس الجمعة 26 فبراير، أن حاوية السلاح البلجيكية التي ضبطتها السلطات التونسية قبل أسبوعين، كانت متوجِّهة لتسليح بعض الموالين لخليفة حفتر.
الجمارك التونسية كانت قد ضبطت 9 فبراير2016 أسلحة نارية وذخائر هرّبها مواطن بلجيكي عبر ميناء رادس جنوب العاصمة داخل صناديق تحمل أمتعة. وأكدت المصادر أن هذا التسليح يأتي في إطار خطة واسعة يعدها حفتر منذ 3 أشهر تهدف إلى كسب المزيد من الأراضي، ويدعمها عدد من دول المنطقة، دون أن يسمي تلك الدول. وتشن قوات حفتر منذ السبت الماضي عملية عسكرية في بنغازي في محاولة لإحكام السيطرة على شرق ليبيا، حقق من خلالها تقدماً، حيث استعاد أحياء ومقرات عسكرية. وتشهد بنغازي منذ نحو عامين معارك يومية بين قوات السلطات المعترف بها دوليًّا بقيادة حفتر من جهة، وجماعات مسلحة معارضة بينها جهاديون. وتعمل القوات شرق ليبيا تحت قيادة حفتر وتدين بالولاء لحكومة برلمان طبرق والتي تتمركز في مدينة البيضاء الشرقية، في الوقت الذي توجد فيه حكومة أخرى مناوئة في العاصمة طرابلس في الغرب منذ عام 2014 موالية لتحالف "فجر ليبيا".
قوات فجر ليبيا
و"فجر ليبيا" هو تحالف جماعات مسلحة بعضها إسلامية يضم في أساسه مجموعات من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وتعد الأفضل تسليحا في البلاد.
نشأ هذا التحالف في تموز/يوليو 2014 خلال عملية عسكرية ضد ميليشيات الزنتان التي نجح في طردها من طرابلس لتعود إلى مدينتها الواقعة على بعد 170 كلم جنوب غرب طرابلس.
وتسيطر قوات فجر ليبيا على كل المدن الساحلية تقريباً من مصراتة إلى الحدود التونسية مروراً بالعاصمة وجزء من جبل نفوسة جنوباً حيث انضمت إليها مدن مثل الغريان ونالوت وجادو.
كما أنها تحظى بوجود في الجنوب في مناطق مثل سبها وتقول إنها تسيطر على الجزء الأكبر من البلاد.