دعا حكيم بن شماش، خلال مباحثات أجراها على راس وفد مغربي ببكين مع تشانغ ده جيانغ رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، إلى إنشاء "منتدى برلماني مغربي صيني". وفي هذا السياق، أبرز "كبير المستشارين المغاربة"، الأهمية القصوى لهذا المنتدى لتبادل الخبرات والرقي بالعلاقات بين المجالس المنتخبة في البلدين، مشددا على أن المنتدى سيشكل فضاء للحوار وآلية لارساء أسس جديدة للتعاون لتحقيق طموحات الشعبين المغربي والصيني. ورحب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني باقتراح رئيس مجلس المستشارين، مشيرا إلى أنه من شأن هذا المنتدى أن يعمق العلاقات بين المجالس المنتخبة في البلدين، كما دعا رئيس اللجنة الدائمة الجانب المغربي إلى الاسراع في الدخول في الترتيبات الضرورية من اجل ترجمة هذا المشروع على أرض الواقع. واستعرض بن شماش، في معرض مداخلته، الخطوات التي قطعها المغرب في مسار توطيد الديمقراطية، مبرزا في هذا الإطار الاصلاحات الكبرى التي قادها الملك محمد السادس لتعزيز دولة الحق والقانون. وقال بن شماش إن المغرب انخرط في مواجهة التحديات الامنية ( الإرهاب، الهجرة السرية..) بالمنطقة، وشكل بالتالي نموذجا حظي بإشادة المجتمع الدولي، وفي نفس الوقت استمر في مسلسل بناء مؤسساته الديمقراطية، وهو ما جعله يعزز رصيد الثقة الذي يتمتع به على المستوى العالمي ويشكل استثناء في ظل منطقة شديدة الحساسية والتعقيد. وسجل بن شماش بارتياح الرؤية الجديدة للصين في مجال العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن مجلس المستشارين تحذوه رغبة قوية في النهوض بعلاقات التعاون المؤسساتي مع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني من خلال بلورة مشاريع وبرامج العمل المشترك، تساهم في تعزيز الدينامية القوية التي تشهدها العلاقات المغربية -الصينية. وقد أجرى الوفد المغربي برئاسة حكيم بن شماش، خلال هذه الزيارة، سلسلة لقاءات مع مسؤولين صينيين رفيعي المستوى، كما التقى رئيس منظمة أرباب العمل الصينية، ومدراء مقاولات صينية عملاقة لها استثمارات في مختلف قارات العالم، ومسؤولي جهة تيانجين التي تعد من بين الجهات الكبرى بالصين الشعبية للاطلاع على التجربة الجهوية ببلاد ماو تسي تونغ. و ضم الوفد المغربي رؤساء فرق برلمانية: محمد بكوري رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بالمجلس، وعبد الإله حفظي رئيس فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ومحمد العلمي رئيس الفريق الاشتراكي، إضافة إلى أحمد أحميميد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-الصينية بمجلس المستشارين. كما ضم الوفد امحند العنصر رئيس جهة فاس- مكناس ورئيس جمعية رؤساء مجالس الجهات، وإبراهيم مجاهد رئيس جهة بني ملال -خنيفرة. هذا وقد دأب رئيس مجلس المستشارين على إشراك رؤساء مجالس الجهات في الزيارات البرلمانية الوازنة، اعتبارا لأهمية البعد الجهوي في تعزيز العلاقات الثنائية للبلدين، ولطبيعة المقاربة المعتمدة من قبل المجلس كامتداد للجماعات الترابية .