عبر نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، دو كينجلين، الاثنين بالرباط، عن حرص بلاده على مواكبة الأوراش والمشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب، خاصة في المجال الصناعي وفي مجال البنيات التحتية والخدمات المالية ونقل التكنولوجيا والتكوين، وتعزيز الاستثمارات الصينية في المغرب، فضلا عن الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمملكة كبوابة لولوج باقي الأسواق العالمية. وأفاد بلاغ لمجلس النواب أن كينجلين، أكد خلال مباحثات أجراها مع نائب رئيس مجلس النواب شفيق رشادي، أن بلاده تولي أهمية بالغة لتطوير العلاقات الاقتصادية الصينية -الإفريقية والصينية- العربية من خلال عدد من استراتيجيات التعاون التي تم إطلاقها على هامش المنتدى الصيني- الإفريقي والصيني- العربي، والذي عرف مشاركة متميزة للمغرب. وأشار المسؤول الصيني، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب على رأس وفد هام، إلى أن هذه الزيارة تهدف أساسا لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر، وتعزيز الحوار السياسي، والدفع بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى الأمام، مبرزا الدور الهام للزيارة الملكية للصين خلال شهر ماي الماضي في تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، والتي توجت بإطلاق شراكة استراتيجية بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية. وأشاد نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بقرار جلالة الملك محمد السادس إعفاء المواطنين الصينيين من التأشيرة لدخول المغرب، مما يساهم في تعزيز التقارب بين الشعبين الصيني والمغربي وتشجيع النشاط السياحي بينهما. كما دعا المسؤولين بمجلس النواب المغربي لزيارة الصين من أجل تعميق الحوار والتشاور ودراسة جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك. من جهته، أشاد رشادي خلال هذا اللقاء، الذي حضره سفير جمهورية الصين الشعبية بالرباط سان شوزونغ، وتمحور حول سبل توطيد وتمتين العلاقات الثنائية بين المغرب والصين، وكذا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالقيمة النوعية التي تميز الصداقة المتينة بين الشعبين المغربي والصيني وخصوصا بين قيادتي البلدين، والتي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الصيني شي جين بينغ أهمية قصوى وأولوية كبرى. وفي ما يخص العلاقات الثنائية المغربية -الصينية التي تشهد بوضوح تطورا ملموسا، أكد رشادي أن الدينامية المتواصلة التي شهدتها هذه العلاقات تعرف طفرة نوعية منذ الزيارة التاريخية والناجحة لجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية والتي طبعتها مباحثات بين قائدي البلدين جسدت مرة أخرى روح الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين، وكذا تطابق وانسجام وجهات النظر تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما كانت فرصة لإقامة شراكة استراتيجية بين البلدين، وكذا للتوقيع على العديد من اتفاقيات الشراكة بين القطاع العام، وبين القطاع العام والخاص بهما. وشدد نائب رئيس مجلس النواب على مواصلة الحوار والتشاور بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين، وعلى تعزيز تبادل الزيارات والعمل المشترك، خصوصا بعد الانتخابات التي ستعرفها المملكة في السابع من أكتوبر المقبل، "وهي الانتخابات الثانية من نوعها في ظل الدستور الجديد، والذي فتح آفاقا واعدة لتطوير المسار الديمقراطي وتنمية النسق السياسي، وبناء دولة المؤسسات، وتعميق الممارسات النموذجية، بما يمكن من تعزيز الأمن الاجتماعي ومسايرة تطلعات المواطنات والمواطنين، والمساهمة في بناء الأمن والسلام والاستقرار على المستوى الدولي". بن شماش يدعو إلى إقامة منتدى برلماني مغربي صيني يساهم في تقوية العلاقات بين البلدين دعا رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، إلى إقامة منتدى برلماني مغربي صيني كآلية متقدمة لتعزيز الحوار البرلماني بين البلدين الصديقين، يساهم في تقوية العلاقات الثنائية. وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن بن شماش أكد خلال استقباله، الاثنين بمقر المجلس، نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، دو كينج لين، على عمق علاقات الصداقة الدائمة التي تربط المملكة المغربية بجمهورية الصين الشعبية، وكذا العلاقات المتينة التي تجمع البرلمان المغربي بالمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وتوقف بن شماش، يضيف البلاغ، عند الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية في شهر ماي 2016، والتي تميزت بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الهامة، وتوجت بالإعلان عن بيان مشترك لقائدي البلدين لإقامة شراكة إستراتيجية شاملة ونموذجية تنسجم وحجم العلاقات السياسية والتاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين، والمبنية على التقدير والاحترام المتبادل والتضامن. وأكد، في هذا السياق، على أهمية استثمار كل الآفاق والفرص التي فتحتها الزيارة الملكية، "لاسيما وأن الموقع الجيو-سياسي للبلدين يؤهلهما لبناء علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف، تشمل مختلف المجالات"، مشيدا بالدور الذي تضطلع به جمهورية الصين الشعبية في دعم الأمن والسلام الدوليين، وبناء عالم متعدد الأقطاب، وفي تعزيز التنمية والشراكة الإقليمية والقارية، سواء من خلال منتدى التعاون العربي الصيني أو منتدى التعاون الإفريقي الصيني، مؤكدا، في هذا الإطار، على انخراط المغرب في هذه الدينامية. كما نوه بن شماش بالموقف الإيجابي للصين حول قضية الصحراء المغربية، ودعمها لجهود المملكة المغربية من أجل إيجاد حل سياسي عادل ومتوافق بشأنه لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمغرب في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة المغربية. من جهته، أبرز كينج لين مستوى علاقات التعاون والصداقة القائمة بين مجلس المستشارين المغربي والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، مبديا ترحيبه بمبادرة إقامة منتدى برلماني مغربي صيني، واستعداد بلاده للعمل بشكل أقوى وأمتن مع المملكة المغربية. وثمن نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني،حسب البلاغ، نتائج الزيارة الملكية التاريخية إلى جمهورية الصين، ودورها في تقوية الثقة وإقامة شراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين، "لاسيما وأن المغرب يعد شريكا أساسيا للصين على مستوى إفريقيا والعالم العربي". وأكد المسؤول الصيني خلال هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين محمد الأنصاري، والخليفة الثاني عبد الإله الحلوطي، إلى جانب سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد بالرباط، دعم بلاده لجهود المملكة المغربية في بناء نموذج ديمقراطي تنموي متفرد في محيطه الإقليمي المضطرب، والمساهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام الدوليين.