ختمت وزارة الداخلية بلاغها الذي أصدرته اليوم في سياق تداعيات "مأساة الصويرة" بهذه الفقرة المثيرة: "لا يجب تشويه الوقائع في هذه الظروف المأساوية، ولا المزايدة من خلال التذرع بحاجيات الأشخاص المعوزين أو تضخيمها بشكل مفرط". – ألا يؤجج مثل هذا الكلام وفي مثل هذه الظروف المأساوية غضب الناس؟؟!! 15 امرأة تفقدن حياتهن من أجل حفنة دقيق وعلبة شاي وسكر وقنينة زيت، وأخريات يرقدن بالمستشفى، ووزارة الداخلية، الجهة الأولى المسؤولة عما وقع، تتحدث عن التشويه والمزايدة والتذرع والتضخيم!! – من يشوه؟ ومن يزايد؟ وعلى من؟ ومن يتذرع؟ وبماذا؟ ومن يضخم؟… – هل تريد وزارة الداخلية أن تحول أنظار المغاربة على المأساة المفجعة؟! – هل تريد أن تتهرب من مسؤوليتها البينة في ما جرى صباح "الأحد الأسود"؟! – ما الداعي إلى الانشغال بمثل هذه الردود المجانية التي لا تراعي مشاعر الحزن والأسى إثر هاته الفاجعة التي ألمت بالمغاربة؟! أقل ما يجب أن تنشغل به وزارة الداخلية الآن، إذا لم يمتلك وزير الداخلية الجرأة بالإعلان عن استقالته، هو الحرص على أن يجري التحقيق الإداري المعلن عنه بشكل مفصل ودقيق ونزيه وإطلاع المغاربة عليه وترتيب المسؤوليات الإدارية، في انتظار ما سيحكم به القضاء.