أعلنت الصحيفة الساخرة الفرنسية "شارلي إيبدو" التي استهدفها اعتداء دام قضى على هيئة تحريرها في 2015، أنها قدمت شكوى إثر تلقيها تهديدات بالقتل على شبكات التواصل الاجتماعي بعد نشرها رسم كاريكاتور عن المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان. وصورت الصحيفة الأسبوعية في عددها الأخير الصادر الأربعاء طارق رمضان الذي قدمت امرأتان بحقه شكوى بتهمة الاغتصاب، في رسم كاريكاتوري يبدو فيه عضوه الذكري وكأنه منتصب تحت سرواله. وردا على سؤال، قال مدير المطبوعة الرسام ريس لإذاعة "أوروبا 1″ الاثنين، إن رسائل الكراهية والتهديدات الموجهة إلى شارلي إيبدو "لم تتوقف أبدا فعليا". وتابع "هناك أحيانا ذروات إذ نتلقى على شبكات التواصل الاجتماعي تهديدات بالقتل صريحة وواضحة، وهذا ما يحصل مرة جديدة الآن". وقال "من الصعب على الدوام أن نعرف إن كانت تهديدات جدية أم لا، لكننا ننظر إليها بجدية من حيث المبدأ ونقدم شكوى". واستهدفت شارلي إيبدو باعتداء في حزيران/يونيو 2015 تبناه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وأوقع 12 قتيلا. وجاء ردا على نشر الصحيفة العلمانية التي تعتمد خطا استفزازيا، رسوما كاريكاتورية للنبي محمد. وشهدت فرنسا منذ تلك المجزرة سلسلة من الاعتداءات التي نفذها اسلاميون متطرفون، لا سيما في المنطقة الباريسية (130 قتيلا في نوفمبر 2015) ونيس (86 قتيلا في يوليوز 2016). ورأى ريس أنه "من المدهش بعد كل ما حصل منذ سنتين أو ثلاث أو أربع سنوات أن يكون لا تزال هناك ردود فعل على هذا القدر من العنف ودعوات إلى القتل". وقال "الأمر ليس مجرد احتجاج أو نقاش، وليس حتى إهانات، الأمر يتخطى كل ذلك: باتت الدعوة إلى القتل أمرا عاديا اليوم" وهو أمر "مقلق للغاية" و"يكشف عن أجواء مخيفة".