حل "الأول"، قبل قليل من مساء اليوم الأحد، بمنزل عائلة "ع. الجباري" بحي مولاي اسماعيل بقلب مدينة العرائش، لمعرفة رواية عائلته عن محاولة ابنها إضرام النار بمطعم الخزامة بشارع محمد الخامس بالمدينة، والذي كان يوجد به 65 سائحا أجنبيا من إنجلترا وإسبانيا ودول أميريكا اللاتينية. وأيضا لمعرفة دوافعه، والوقوف على قناعاته الفكرية وسلوكاته. وقد التقى "الأول" والدة "ع. الجباري" وشقيقتيه وشقيقه المقيم باسبانيا، وهم من أسُرَّة عريقة بمدينة العرائش، حيث حكوا لصحفي "الأول" كيف أصبح "ع. الجباري" مؤخرا شخصا محباطا، يمنع ابنه ذا العشر سنوات من الدراسة في مدارس عصرية، مكتفيا بدفعه إلى كتاب لحفظ القرآن. وكيف كان يحرص على إجلاسه إلى جانبه لمتابعة برامج عنيفة، وكذا برنامج "صناعة الموت". وأكدت عائلة المعتقل، بأن الإحباط وصل ب "ع. الجباري" إلى حد تركه العمل كبائع متجول، والحقد على أقرب المقربين منه، وعلى رأسهم أخواه المهاجران بإسبانيا، وكيف طلق زوجته الأولى (أم ابنه) وتزوج من قروية رزق منها بطفلة. وعن تفاصيل اتهامه بمحاولة إحراق مقهى مليئ بالسياح، حكت عائلة "ع. الجباري"، كيف أنه اصطحب ابنه معه وعندما اقتربا من المقهى أخبره بتفاصيل العملية، حيث فر الطفل منه وقصد بيت عمته يخبرها بالموضوع فلم تصدقه، قبل أن ينتشر الخبر كالنار في الهشيم بالمدينة. وقد اضطر السياح ال65 للهروب عبر بوابة المطبخ الخلفية، بعد الضجة التي أحدثها "ع. الجباري" عندما أراد إشعال قنينة المولوتوف، فلم تسعفه الولاعة في الاشتعال. وفي موضوع ذي صلة، علم "الأول" أن "ع. الجباري" هو الموقوف الوحيد في هذه القضية، وأن المسمى "الغربي" لم يكن رفقته، بل ساعد حراس المطعم وزبناءه على إيقاف "ع. الجباري"، في حين قالت مصادر أخرى إن مصالح الأمن تبحث عن شخص ملتح كان يغطي رأسه ب"قب جاكتة"، ساعد "ع. الجباري" على حمل "الكروسة" المليئة بالبنزين وقنينة الغاز والمسدس البلاستيكي والسلاح الأبيض، إلى رصيف مطعم الخزامى، قبل أن يختفي.