لا أخفيكم أننا كشباب ومند مدة نعيش خيبة أمل بسبب الوضع السياسي والاجتماعي الذي تتخبط فيه بلادنا وخاصة وضعيتنا كشباب وانتظاريتنا المطلقة على جميع المستويات فالأحزاب لم تعد أحزابا والحكومة في واد ونحن في آخر والدولة لها حسابات أخرى والدستور معطل ورجال الدولة انقرضوا ولم يعد سوى من يفكر في نفسه وأبنائه أما الوطن فذاك آخر الاهتمامات. ظللنا على مدار تسعة أشهر نتابع حراك الريف وقبله حراك معطلي الصحراء لكن كل النهايات كانت مأساوية وصادمة لنا وكنا نعزي أنفسنا بأن الوطن أكبر من ذلك بكثير وأن حماته أدرى منا بحقائق الأشياء ولو أننا نؤمن أن الديمقراطية هي الفيصل وهي التي تتكسر على جدارها كل الحسابات الصغيرة وتتقوى بها النوايا الحسنة بيد أن خطاب الملك اليوم نقطة ضوء في عتمة قاتمة فإشارات الملك واضحة أولا : خيار المغرب الإفريقي لا رجعة فيه وإحداث وزارة للشؤون الإفريقية دليل قاطع على أهمية الخيار ثانيا : إعادة النظر في النموذج التنموي الوطني دليل على أنه أصبح متجاوزا ولا يرقى للمطلوب وبالتالي وجب إعداد آخر يرقى لتطلعات الشباب المغربي ويستجيب لإنتظاراته ثالثا: تنزيل الجهوية المتقدمة على أرض الواقع بدل تركها حبر على ورق وتحميل المجالس المنتخبة مسؤوليتها وفي ذلك إشارة للنأي عن الحسابات الضيقة والتي تترك التنمية رهينة أحقاد شخصية قد تدخل البلاد أنفاقا مظلمة رابعا: إخراج المجلس الإستشاري للشباب والعمل الجمعوي كمؤسسة دستورية يسمع من خلالها صوت الشباب وتطلعاته بدل تركها حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي كما حث على ضرورة إعطاء الكلمة للشباب فهم أصبحوا فاعل جديد بحكم المتغيرات الإجتماعية الجديدة خطاب الملك حمل المسؤولية للحكومة والمنتخبين ودعاهم للإهتمام بالشباب ونبههم الى أن الوضع لا يطاق وأن التلاعب بمصالحه قد تعود بنتائج سيئة وعليه لا ترغموني على خيارات قد ينتج عنها زلزال سياسي.