كتب عبد الواحد درويش الناشط الأمازيغي، يقول، ".. كانت لحظة عصيبة وصدمة لا توصف عندما علمنا من السي أحمد الزفزافي بالخبر المفجع. وأضاف درويش الإطار في مجلس المستشارين، " كنا في غرفة الفندق بمدينة الحسيمة، يوم الجمعة 25 غشت الجاري. جاء السي أحمد الزفزافي لزيارة محامي المعتقلين أحمد الدغرني بغرفته بالفندق لترتيب أمور عديدة واتخاذ القرار المناسب جراء تطورات معينة يعرفها ملف معتقلي الحراك الموجودين بسجن عكاشة بالدار البيضاء، خاصة بعد قرار الإحالة الذي يستعد قاضي التحقيق اتخاذه وفق ملتمس النيابة العامة القاضي بمتابعة بعض المعتقلين وفق المادة 201 من القانون الجنائي. السي أحمد الزفزافي، هذا الهرم الصامد كصخر من صخور جبال الريف، كان سعيدا بلقاء المحامي السي أحمد الدغرني. في البداية، تبادل الرجلان أطراف الحديث عن قرار بعض عائلات المعتقلين الصيام عن شعيرة العيد لهذه السنة وكيف خلف فيديو السي الدغرني المدعم لهذا القرار والذي بثه على مواقع التواصل الاجتماعي صدى طيبا في الريف عامة والحسيمة خاصة". واسترسل درويش في القول، "فجأة، توقف السي أحمد الزفزافي عن الكلام. سأله السي الدغرني عن السبب، وبعد تفكير عميق، قال والد ناصر الزفزافي : "إننا نحمد الله تعالى على نعمه، فهو وحده العالم بأحوالنا والقادر على رفع الكرب والحزن عنا. إن والدة ناصر مصابة بالمرض الخبيث والله نسأل الشفاء. إنه المرض الذي أخرج ناصر ورفاقه للمطالبة ببناء مستشفى مختص وهو المرض نفسه الذي يزورنا اليوم بدورنا. على كل حال، هذا إمتحان من الله ونحن راضون بقضاءه وقدره." اليوم، سيكون على السي أحمد الزفزافي، الموظف البسيط المتقاعد، أن ينتقل بين السجن لزيارة إبنه ناصر المعتقل، أطلق الله سراحه، والمستشفى للوقوف على الوضع الصحي لزوجته الحاجة زوليخة، شفاها الله. كانت صدمة أحمد الدغرني كبيرة عادت معها يده اليسرى لترتعش من جديد. وكانت لحظات عصيبة لنا جميعا.. غادرت الفندق تاركا السي أحمد الزفزافي والسي أحمد الدغرني يتحدثان في أمور المحاكمة المرتقبة. وصلت إلى ساحة الشهداء فبدت لي مدينة الحسيمة شاحبة وكئيبة للغاية بعدما غمر الحزن شوارعها وازقتها. لا شيء يسمع هنا عدا أنين الألم وصمت المقابر حيث ترقد أرواح الشهداء.. تراءى لي طيف ناصر الزفزافي فوق منصة الساحة.. وفجأة، عاد صدى الشعارات.. حرية.. حرية.. كرامة، عدالة ومساواة. يجب أن يتنهي هذا الألم الذي أصاب عضوا من جسد الوطن، فتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. يجب أن يتوقف هذا العبث..