ولد سفيان بقالي بمدينة فاس بتاريخ 7 يناير 1996 و يبلغ اليوم واحد وعشرون سنة من عمره، طوله متر و ثمانية و ثمانين سنتمتر. ويعتبر سفيان البقالي من بين العدائين الشباب الذين ينتظر منهم تشريف مستقبل رياضة العاب القوى الوطنية و خصوصا في المسافات المتوسطة ثلاثة الاف متر موانع. سفيان البقالي اتخذ سباق 3000 متر موانع نافذة يطل فيها من حي المرجة الشعبي في فاس، على أضواء العالمية و ملامسة سماء المجد في أم الألعاب. بطل واجه قلة الإمكانيات و اصطدم مع ضعف البنية التحتية الرياضية و غياب أي اهتمام إعلامي، لكن كل هذا لم يكن ليشكل عائقا أمام بطل اعتاد اختراق الموانع بالسرعة القصوى، بطل ترك كل شيء وراءه و انطلق مسرعا بتداريب مكثفة و لو في مركب مخصص لكرة المضرب هناك في المرجة مؤمنا بحلمه ومتمسكا بآماله، فحقق مع جمعية أهل فاس عدة بطولات وطنية و محلية و دولية، ليضع نفسه و هو في ريعان شبابه، في الرتبة 13 في العالم، و يبلغ الاولمبياد حلم كل الرياضيين، و يفرض اسمه على الجميع عند أول ظهور له هناك، حين حقق التأهل إلى النهائي بأسهل طريقة ممكنة، أمام أجود العدائين و احتل المركز الرابع في نهائي 3000 متر موانع بالالعاب الاولمبية بريو دي جانيرو و كان على وشك الظفر بميدالية اولمبية. لكن الاقدار جعلت ابن حي المرجة يواصل عمله بجهد و حزم من اجل تحقيق غايته في بطولة العالم لألعاب القوى في لندن و الصعود الى منصة التتويج. و في مشاركاته السابقة و بداية مشواره الاحترافي ببطولة العالم للتاشئين حقق المركز الرابع . بالاضافة الى كونه شارك في بطولة افريقيا للناشئين سنة 2014 بمراكش و احتل المركز العاشر ليقرر العداء سفيان بقالي المشاركة في بطولة العالم للعدو الريفي 2015 و التي حقق فيها المركز الثامن عشر حسب التوقيت الخاص بكل عداء. و يحقق المركز السابع في الترتيب الخاص بالنقاط في نفس المسابقة. و يحتل سفيان البقالي المرتبة الاولى في ترتيب عدائي 3000 متر موانع للدوري الماسي بعد تفوقه و احتلاله للمرتبة الاولى في اثنين من ملتقيات الدوري الماسي و هما ستوكهولم و الرباط. بعد دلك دخل العداء في منافسات بطولة العالم و شارك في الدور النصف النهائي الذي حقق فيه المرتبة الاولى ليمر الى السباق النهائي في اختصاصه 3000 متر موانع. السباق النهائي خاضه العداء المغربي بتكتيك عال حيث راقب السباق و ظل قريبا للابطال الكينيين كيبروتو و كيمبوي و العداء الامريكي الدي كان يحمل افضل رقم من بين المتاهلين في كل السلسلات الاقصائية. لكن على بعد 4 دورات على نهاية السباق تمكن الامريكي جاغر من التربع على مقدمة السباق للرفع من ايقاعه و الابتعاد عن الكوكبة الاخرى التي تجمع عدائين مجربين. لينحصر بقاء كل من الثلاثي البقالي و كيبروتو و جاغر في الكوكبة الاولى و ليحسم العداء الكيني كيبروتو في المئة متر الأخيرة حصوله على الميدالية الذهبية رغم أنه تلقى منافسة من سفيان البقالي الا أنه لم يتمكن من تجاوزه ليضفر بالميدالية الفضية و تعود الميدالية النحاسية للعداء الامريكي جاغر. اخيرا بعد انتظار طويل ظهر للعيان عداء شاب سيحمل مشعل رياضة العاب القوى الوطنية بعد فراغ دام لسنوات عديدة. فهنيئا لسفيان البقالي و لرياضة ألعاب القوى الوطنية. * صحافي متدرب