هناك تضارب كبير في المعلومات المتعلقة بجلسة "مفاوضات الكعكة" بين ممثلين عن "الدولة" وأبرز معتقلي حراك الريف بسجن عكاشة بالدار البيضاء. فبينما أكدت مصادر رفيعة ل "الأول" الخبر الذي نشره موقع "maghreb-intelligence" وأضافت إليه تفاصيل أخرى، خرجت أطراف أخرى نافية ما تم نشره بالتفاصيل عن "الزيارة المفترضة". ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر "الأول" أن خديجة المروازي، رئيسة مؤسسة "الوسيط" من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، زارت سجن عكاشة بالدار البيضاء، قبيل 20 يوليوز الجاري، لإقناع ناصر الزفزافي وقيادة الحراك بتوقيف الإضراب عن الطعام، وأنها كانت مرفوقة بكل من صلاح الوديع، عضو المبادرة المدنية من أجل الريف، وشخص ثالث من المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وتابعت المصادر المطلعة أن الغرض من هذه الزيارة كان هو التمهيد لإطلاق مجموعة من معتقلي الحراك في أقرب وقت، على أن يتم إطلاق القياديين وأساسا ناصر الزفزافي ومحمد جلول في شهر غشت، وذلك لتفادي تغلغل قيادة جديدة للحراك تشتغل في السر، وبدأت تنسج علاقات أقوى مع ريفيي الخارج، وترفع شعارات راديكالية. مضيفة أن جهات أقنعت مسؤولين في الدولة بأن لا مصلحة في استمرار اعتقال الزفزافي ورفاقه، مقابل تشكل لجان وطنية وعالمية للإطلاق سراحهم والضغط على المغرب، في حين أن قيادة جديدة تتشكل وتسحب بساط التأثير الشعبي من تحت أرجل الزفزافي ومن معه رهن الاعتقال، شيئا فشيئا. مؤكدة على أن الزيارة تزامنت مع توقيف المعتقلين لإضرابهم عن الطعام، وأيضا مع تلويح محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بأن ربيع الأبلق، المعتقل الوحيد المستمر في الإضراب عن الطعام، في طريقه إلى توقيفإضرابه، مع الإيعاز للعائلات بأن الملف برمته في طريقه إلى الحل… من جهته، رفض صلاح الوديع الحديث في الموضوع، بالقول: "لا تعليق لي على هذا"، قبل أن يعيد الاتصال ب"الأول" نافيا أن يكون قد رافق خديجة المروازي في زيارة لإقناع المعتقلين بتوقيف الإضراب عن الطعام، وقال إن "الزيارة الوحيدة التي قمت بها لسجن عكاشة، كانت بُعيد استقدام المعتقلين إلى هذا السجن، وقد رافقني فيها كل من محمد النشناش وطارق النشناش". وأضاف الوديع أن "المبادرة المدنية من أجل الريف كانت قد أصدرت بيانا قبل 48 ساعة من توقيف المعتقلين إضرابهم، ناشدتهم فيه بإيقافه، أما غير ذلك فلا علاقة لها به". يذكر أن موقع "maghreb-intelligence" كان قد تحدث عن أن خديجة المروازي، رئيسة مؤسسة "الوسيط"، التي وصفها بالمقربة من إلياس العمري، زارت سجن عكاشة مرفوقة بعضو من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وعضو من المبادرة المدنية من أجل الريف، فضلا عن شخصيات أخرى من الريف. مضيفة أن "العملية تمت في أقصى درجة من التكتم، وكان شرطا أساسيا لنجاح المهمة التي قام بها عدد من أعضاء المجتمع المدني إلى بعض معتقلي الريف بالدار البيضاء، الذين كانوا قد دخلوا في إضراب غير محدود عن الطعام، يوم 17 يوليوز الجاري". مشيرة أنه خلال هذا اللقاء الذي دام وقتا طويلا، تقاسم أعضاء الوفد كعكة كبيرة مع معتقلي الحراك، وتم إقناع الزفزافي ورفاقه بتعليق إضرابهم عن الطعام وترك الطريق ل"حل مشرف".