"بعدما كان قد أوصى بدفنه بمقابر المسلمين بمراكش، سنة 1996، وهو يهم بالسفر إلى الشيشان، أثناء الحرب المندلعة أنذاك بين الشيشانيين والروس، ترك خوان غويتيسولو وصية لدى مجموعة من أصدقائه المراكشيين يوصي فيها بدفنه بمقابر المسلمين بمراكش. اليوم بعد فاته، فإن هؤلاء الأصدقاء يتساءلون عن آخر من استقرت لديه تلك الرسالة لديه، ولم يفلحوا في تحديده" يقول الشاعر ياسين عدنان ل"الأول"، مضيفا: "في غياب تلك الرسالة، يصعب أن يدفن هذا الكاتب الكبير في مقابر المسلمين بالمدينة الحمراء، نظرا للطابع المحافظ للمراكشين، خصوصا وأنه لم يثبت أن غويتيسولو قد أعلن إسلامه قيد حياته". ويضيف عدنان: "أن اختيار دفن غويتيسولو بمدينة العرائش، سبق أن تحدث عنه الكاتب الراحل نفسه في بعض جلساته، خصوصا وأن المقبرة المسيحية بالمدينة الشمالية تضم قبر أستاذه وملهمه الكاتب الفرنسي جون جوني". ويتابع عدنان نقلا عن مسؤول ديبلوماسي إسباني زار مراكش أمس الأحد، أن "غويتسسولو سيدفن في العرائش كمواطن من العالم". يذكر أن جون جنوبه الذي توفي في أبريل 1986 بباريس ترك وصية لليلى شهيد، السفيرة الحالية لفلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، وزوجة الكاتب المغربي محمد برادة، يطلب فيها أن يدفن في مقابر المسلمين بالعرائش، لكن أمام استعصاء هذا الأمر إداريا، تم دفنه بالمقربة المسيحية بالمدينة، دون وضع صليب على قبره". وحسب الشاعر عبد السلام الصروخ، فإن خوان غويتيسولو عندما زار العرائش في نهاية التسعينيات، تحدث بنبرة صوفية عن أنه يعتبر جون جوني مثل شيخ زاوية بالنسبة، وأن مفهومه للأدب تغير كليا عندما قرأ جوني ثم التقاه أول مرة". وسيتم دفن خوان غويتيسولو اليوم الاثنين بالمقبرة المسيحية بالعرائش.