نشرت جماعة العدل والإحسان، قبل قليل، بيان استنكاي لما أسمته حملة القمع والاعتقالات التي طالت مجموعة من النشطاء بالحسيمة وقالت الجماعة في بلاغها "نتابع بقلق كبير التطورات التي تعرفها منطقة الريف بسبب الإصرار العجيب للسلطة المخزنية على عدم التعامل الجدي مع المطالب المشروعة التي عبر عنها أبناء المنطقة بمختلف الأشكال في مظاهراتهم السلمية منذ سبعة أشهر. واليوم وبعد يأس المخزن من انفضاض الحراك الريفي المبارك، ها هو يختلق فخاخا عف عليها الزمن ويزج ببيوت الله في معركته مع الشعب المكلوم المحقور المصر على نيل حقوقه المشروعة بكل السبل السلمية، فيوظف المخزن خطباء الجمعة شر توظيف في استفزاز سكان الريف الشرفاء واتهامهم بزرع الفتنة في المنطقة، ثم يعود ليعطي الدروس في الحفاظ على الطمأنينة والسكينة في المساجد، وهو الذي انتهك في اليوم نفسه لا في غيره (!!) حرمة المسجد في دوار أولاد الشيخ بنواحي قلعة السراغنة حيث اعتدى على المصلين رجالا ونساء". مضيفا "وهو الذي طالما انتهك حرمات المساجد بشتى الطرق من توقيف الأئمة والتحكم في خطبة الجمعة ومنع الاعتكافات في رمضان وغيرها كثير، هاهو ذا اليوم يتباكى على حرمتها ويفتح متابعات ضد نشطاء الحراك الريفي بتهم واهية". وأضافت الجماعة "أمام هذا الاستهتار بذمم الناس وبمطالبهم العادلة، وأمام هذا التلاعب بقيم الدين الحنيف والزج به من أجل تبرير الفساد والاستبداد، ومحاولة صرف النظر عن الجريمة المخزنية المستمرة في ظلم الريف وتهميشه والإصرار على إذلال أبنائه وبناته، فإننا نسجل ما يلي: – ندين استغلال المساجد وتوظيف الخطباء في زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وفي تصفية الحسابات السياسية مع المواطنين المطالبين بحقوقهم الثابتة والمشروعة، ونحذر من هذا السلوك المقيت المخل بالآداب الشرعية المعلومة في وظائف المسجد الجامعة لأمر الأمة والداعية للوحدة والرحمة والبعيدة عن كل اصطفاف سياسي. – ندعو إلى الاستجابة الفعلية والفورية للمطالب المشروعة لأهل الريف. – نطالب برفع العسكرة عن المنطقة ورفع الحواجز المهينة من الطرقات، ووقف كل أشكال الترهيب. – نعلن عن تضامننا المطلق مع نشطاء الحراك، ودعوتنا إلى إبطال كل متابعة في حقهم، والإسراع بإطلاق سراح كل المعتقلين. – نحمل المخزن المسؤولية المباشرة والكاملة فيما قد تتطور إليه الأوضاع في حالة استمرار العسكرة، وتجاهل مطالب الريف المشروعة. – ننوه بالتلاحم الشعبي في الريف، ودعوتنا إلى عدم الانجرار إلى العنف بكل أشكاله، والالتزام بالسلمية باعتبارها الأداة الحضارية الراقية في مناهضة كل استبداد".