في هذا الحوار مع النعم ميارة.. قائد الحركة التصحيحية داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي يعتبرها حميد شباط وكافي الشراط حركة "انقلابية".. يقول ميارة البرلماني والمرشح الأول لخلافة كافي الشراط على رأس نقابة حزب الاستقلال، كل شيئ عن تحركاته الموازية للتحركات الجارية على قدم وساق لإبعاد شباط مت قيادة الحزب. ما الذي يحدث داخل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وجعلكم تتحركون لعقد مؤتمر استثنائي اليوم الأحد؟ منذ سنة تقريبا ونحن نتحرك ونتكلم مخاطبين الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أخي الأستاذ "كافي الشراط" لنتفاجئ في الأخير أننا نخاطب السيد الكاتب العام لحزب الاستقلال،حميد شباط، لأن السيد الشراط دائما ما يقول بأن يديه مغلولة، وأنه لا يمكن أن يتخذ أي قرار فيما يخص النقابة دون الرجوع للأمين العام للحزب، وبالتالي ليست مصادفة أن يتزامن الحراك داخل الحزب وداخل النقابة، وبالمناسبة أطمئنك بأن الإخوان داخل الحزب هم في توافق وهذا لم ولن يؤثر علينا نحن كحركة تصحيحية وكحركة التغيير داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وبالتالي لايمكن الربط بين حدثين لأن النقابة شيء والحزب شيء أخر. صحيح أن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب جزء من حزب الاستقلال ولكن عبر تاريخها لم تلتزم بالقرار الحزبي ولم تكن قط طرفا في الصراعات الداخلية في الحزب. وأبشرك أخي أن المناضلات والمناضلين داخل النقابة لهم الحق الكامل في اختيار أمين عام للحزب يمثلهم بدون ضغوطات من أحد وحتى داخل الاتحاد العام هناك أصوات مع الاستاذ حميد شباط وهناك أصوات لم تقرر بعد على من ستصوت مستقبلا في المؤتمر وبالتالي لا يمكن ربط هذه القضية مع قضية البيت الاستقلالي. العديد من المتابعين ربطوا بين تحرككم للإطاحة بمحمد كافي الشراط من رئاسة النقابة وتحرك صهرك حمدي ولد الرشيد لإبعاد شباط من رئاسة حميد شباط من رئاسة حزب الاستقلال؟ ما يحدث داخل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب هو حراك داخلي جاء نتيجة ترهل في التنظيم على المستوى الإقليمي وبالأساس على المستوى المركزي، حيث أن النقابة منذ سنة لم تصدر أي بيانات تعلن تصامنها مع الطبقة الشعيلة بالمغرب وتصدر فقط بيانات تضامنية مع الحزب أو مع الأخ الأمين العام للحزب، وبالتالي فالغاية التي أنشئت عليها النقابة فقدناها داخل الاتحاد العام بفعل هذه التصرفات التي أساءت بشكل كبير إلى المنتمين لنقابة الاتحاد العام بالمغرب وأساءت لتاريخه ولرجالاته ونسائه الذين طالما ضحوا من أجل الطبقة الشغيلة المغربية، وبالتالي يجدون أنفسهم في معارك داخلية ليست لديهم أي مصلحة لا للاتحاد العام ولا للعمل النقابي، لذلك هذا الحراك هو حراك طبيعي وكان قبل أشهر ونبهنا إليه مرارا وتكرارا ولكن لم نجد أذانا صاغية وبالتالي قررت مجموعة من المناضلين أن تأخذ المبادرة وتمسك زمام الأمور من أجل التغيير داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ليس تغيير الأشخاص فقط بل تغيير مجموعة من التوجهات لخلق نقابة قادرة على حل مشاكل الطبقة الشغيلة المغربية. لماذا تقدم قيادة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، مبررات واهية لتفسير عدم مشاركاتها في تظاهرات فاتح ماي. مع أن الأمر واضح فالنقابة لم تعد قادرة على تعبئة الجماهير العمالية.. وأخر مرة شاركت فيها، استعان شباط بأشخاص لا علاقة لهم بالنقابة؟ لا ليس صحيحا، آخر مرة كان الاحتفال السنة الفارطة وكانت الاحتفالات في مجموعة من الأقاليم، وصحيح على أنه في فترة ماضية كان الاحتفال في شارع النصر نظرا للظروف السياسية التي تزامنت مع فاتح ماي، واستعانت النقابة أنذاك بالحزب والحزب استعان بالنقابة كذلك، ولكن ليكن في علمكم على أن قيادة حزب الاستقلال، ومناضلات ومناضلي الحزب يشاركون إخوانهم داخل الاتحاد العام في احتفالات فاتح ماي، منذ نشأة النقابة سنة 1960 إلى الأن، ولا يمكن القول بأن الاحتفال الذي شارك فيه الأخ حميد شباط والذي أقمناه في شارع النصر في مدينة الرباط، وفعلا كان احتفال كبير بدون أن ننسى الظرفية السياسية التي فرضت أن تكون بذلك الحجم، أما باقي الاحتفالات فهي عادية وتمر في ظروف طبيعية وفق المناطق وحسب انتشار النقابة في المملكة. ألا تتحملون مسؤولية ما يحدث في الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، بفعل دعمكم لشباط في معاركه الشرسة ضد عبد الرزاق أفيلال ومحمد بنجلون الأندلسي؟ صحيح في مرحلة معينة كان السيد حميد شباط كان كاتبا عاما ممتازا للاتحاد الشغالين بالمغرب ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا، ثانيا بالنسبة لنا في مناطقنا الجنوبية لم نكن شركاء فيما وقع بين الإخوان داخل النقابة والمجاهد عبد الرزاق افيلال أطال الله عمره وأعلنا الحياد حينها ولم نكن طرفا في الصراع، وبالنسبة لفترة السيد بنجلون الأندلسي تميزت بعدة مطبات أنذاك وكنا طرفا في التغيير وساهمنا فيه وكان التغيير جد عادي بمشاركة الجميع وتجاوب معنا السيد بنجلون وعقدنا مؤتمرا استثناءيا حينها الذي بموجبه عيّن الاخ حميد شباط كاتبا عاما في النقابة ودامت ولايته ثلاث سنوات قبل أن يتولى قيادة البيت الاستقلالي في منصب الإمين العام للحزب، لينتخب الأخ كافي الشراط كاتبا عاما للاحاد الشغالين بالمغرب خلفا للاخ حميد شباط. من المعروف داخل الاتحاد العام أن النقابة بمثابة الأمانة وقادرين على أن نوصل صوت المظلومين والمقهورين والفقراء والجميع وطالما اننا قادرين على جلب حقوقها إذن فنحن جزء من النقابة، عكس عندما نكون عاجزين كل العجز عن فعل أي شيء لصالح الطبقة الشغيلة في المغرب فمن الأفضل ان نترك المشعل في يد غيرنا لان هذه الأجيال تتلاحق وتتزايد وتتجدد، وتظهر مجموعة من المشاكل من صنف أخر وبالتالي تفرض أن يتطور العمل النقابي حسب تطور المشاكل، مع العلم أنني دائما أقول أن من يعمل في النقابة يجب أن يكون إعمالا على أرض الواقع. كفانا من الناس التي تقاعدت وأدت ما عليها ونشكرها بهذه المناسبة والشكر موصول أيضا لمناضلات ومناضلي نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذين ساهموا بشكل مباشر في سيرورتها وجعلها من بين النقابات الأكثر تمثيلية في المملكة، على الرغم مما يشهده الاتحاد من تراجع وترهل ولكن أقول لك أن النقابة ستظل دائما واحدة من أكبر المركزيات النقابية داخل المغرب بفضل مناضليها ومناضلاتها اللواتي الذين لا يهمهم بالطبع المناصب بقدر ما يهمهم حل مشاكل طبقة الشغيلة بالمغرب وصون كرامتها لماذا تقدم قيادة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، مبررات واهية لتفسير عدم مشاركاتها في تظاهرات فاتح ماي. مع أن الأمر واضح فالنقابة لم تعد قادرة على تعبئة الجماهير العمالية؟ حقيقة كان هناك ارتباك فيما يخص فاتح ماي وفيما يخص القرارات العير موفقة للأخ الكاتب العام، أولا قرار المجلس العام الذي يعتبر السلطة التقريرية هو عدم المشاركة، لنفاجئ برسالة من الاخ الكاتب العام يقول يجب علينا أن نشارك في فاتح ماي بكثافة ويجب أن يتم الاحتفال بمختلف الأقاليم، وهذا المنحى الذي اتخذه السيد الكاتب العام هو منحى من أجل ابراز الجانب الحزبي دون أخر، ولعلمك أنا في المناطق الجنوبية الثلاث التي أمثلها وأتحمل فيها كامل المسؤولية لا تعيش أي مشاكل ولا ترهلات موزات بما تعيشه النقابة مركزيا، ولكن هناك خوف حقيقي أدى الي الرجوع عن قرار المشاركة ليؤيد الكل قرار مقاطعة الاحتفال بفاتح ماي وهو ما أظهر الاتحاد العام في صورة باهتة في احتفالات عيد الشغل. تعقدون اليوم الأحد 7 ماي مؤتمرا استثنائيا للنقابة بغرض الإطاحة بحالي الشراط. ما غرضكم من ذلك؟ منذ أشهر ونحن كممجموعة من المناضلين والمناضلات نعمل على إقناع الكاتب العام بضرورة عقد مؤتمر إستثنائي لمناقشة عدد من النقاط الخلافية لكن للأسف دون جدوى حينها عملنا على تعبيئة ثلثي أعضاء المجلس العام حسب ماهو منصوص عليه قانونيا ليتم بعث الطلبات بشكل فردي للكتابة العامة لكن وللأسف الشديد تم أيضا رفض التعاطي معها حينها قررت الأغلبية الدعوة مباشرة للمؤتمر الإستثنائي الذي سينعقد صباح اليوم الأحد ليكون بحول الله بداية لتصحيح المسار وتقويم الإختلالات حتى يستعيد الإتحاد العام عافيته ويتم ترجمة تطلعات المناضلين والمناضلات على أرض الواقع.