في إطار سلسلة التدوينات والتدوينات المضادة، التي يتقاذفها قياديو حزب العدالة والتنمية في ما بينهم، خرجت أمينة ماء العينين القيادية في "البيجيدي" بتدوينة على حسابها بفيسبوك، هاجمةت من خلالها من وصفتهم بالصنف غير المفهوم الذين يتركون ما "تتعرض له الإرادة الشعبية من إذلال غير المبرر معلنين الأولوية لوحدة الصف داخل الحزب". وقالت ماء العينين معنونةً تدوينتها ب "صنف لا أفهمه"، "أولئك الذين يتركون كل ما يحدث: ما تعرض له الحزب من إذلال غير مبرر و منه إذلال الإرادة الشعبية (نتائج الانتخابات) وما يتعرض له المسار الديمقراطي من نكوص، و ما يتعرض له الوعي السياسي من استهداف، ما تعرفه السياسة من اغتيال للمعنى….يتركون كل ذلك معتبرين أن الأمر لا يستدعي القلق مصرين على شيء واحد يزعجهم: شيء يسمونه "حملة التخوين" و القذف و الانتقاد معلنين أولوية وحدة الصف". مضيفةً "أتابع ردود فعل مناضلي الحزب و متعاطفيه و أغلبها ردود فعل ناضجة تعبر عن الغضب و تدعو إلى وقف النزيف، وهو ما يعكس كون الحزب حي بمناضليه المتشبعين بمعاني النضال الوطني لأجل الديمقراطية و التنمية و العدالة". واعتبرت ماء العينين أن "رفع أولوية وحدة الصف حق لا يمكن أن يراد به باطل قمع الرأي المخالف و تبخيسه، و تصوير المناضلين في الميدان الذين ذاقوا كل أنواع المرارات ليعلوا راية الحزب في مواجهة آلة صعبة تحركت لنسفه، لا يمكن نعتهم اليوم باللانضج خاصة و أن قيادة الحزب لا تتواصل معهم كما أن الأمانة العامة لم تصدر بلاغا توضح فيه موقفها و تشرح قراراتها إن كان كل ما يحدث بقراراتها". وزادت القيادية في حزب المصباح من حدة هجومها قائلةً :"لابد من الوفاء للمناضلين الذين يضحون بأموالهم و جهدهم و أوقاتهم و أحيانا يخاطرون بسلامتهم (أيام التقاطب الشديد خلال الحملات الانتخابية)، هؤلاء لا يمكن أن نكون فخورين بهم حينما يتعبؤون لإنجاح تجربة الحزب و للدفاع عنه دفاعا شرسا، ثم نتبرم منهم ونعتبرهم غير ناضجين وغير (ملمين بالمعطيات) حينما ينتقدون مسار التنازلات اللامبررة في غياب التواصل". مؤكدةً على أن "التنظيمات القوية هي تلك التي يتأسس التواصل الداخلي فيها على الإقناع، لذلك كان بنكيران حريصا على التواصل الدائم مع قواعد حزبه حتى في أصعب المحطات التي مرت منها تجربته على رأس الحكومة، اليوم لا يمكن وقف الغضب بقمعه، وإنما بإقناع الناس، أما إذا عجزنا عن الإقناع بعد التواصل، فمعنى ذلك أننا لم نكن على صواب بالصورة التي نتصورها". مشيرةً في ختام تدوينتها إلى أن "أحرص الناس على الحزب و على وحدة صفه هم أبناؤه من المناضلين الشرفاء الذين رافقوه و هو وليد يتعثر في خطاه، و لما اشتد عضده، صار يذبح أمامهم دون أن يستوعبوا أي ذنب اقترفه و أي سوء جناه و هو الحزب الوطني الغيور على الوطن و ثوابته و ديمقراطيته.لا تمنعوهم من البكاء و الانتقاد، إنهم مناضلون صادقون يمارسون السياسة النبيلة بجوارحهم، لا يطلبون موقعا أو امتيازا. يطلبون فقط الوفاء للفكرة والمنهج".