أعلن مصدر طبي فلسطيني لوكالة فرانس برس أن اشتباكات وقعت السبت بين قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ومسلحين في جنين في شمال الضفة الغربيةالمحتلة أسفرت عن مقتل شخص واحد، وصفته حماس بأنه مقاتل. يندر حدوث مثل هذه الاشتباكات المسلحة بين المسلحين وأفراد الأمن الذين يمارسون سلطة محدودة في الأراضي التي تحتلها إسرائيل. ولكن منذ أكثر من أسبوع، شهدت مدينة جنين أعمال عنف مكثفة، بعد أن اعتقلت السلطة الفلسطينية التي تنسق المسائل الأمنية مع إسرائيل، عددا من المقاتلين. وقال المصدر الطبي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف، إن جثة مواطن واحد نقلت إلى مستشفى ابن سينا في جنين السبت. وقال المصدر إن العديد من المصابين، من المسلحين ومن أفراد السلطة الفلسطينية، وصلوا أيضا إلى المستشفى. وأعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 وتتمتع بحضور قوي في الضفة الغربية، في بيان أن القتيل هو "الشهيد القائد يزيد جعايصة الذي ارتقى برصاص أجهزة السلطة في جنين، بعد أيام قليلة من إعدام الفتى ربحي الشلبي" الذي يبلغ 19 عاما من العمر. وأقرت السلطة الفلسطينية الخميس الماضي بمسؤوليتها عن مقتل الشلبي في جنين. وقالت وسائل إعلام فلسطينية محلية إن جعايصة كان عضوا في سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، والتي تنشط بشكل خاص في منطقة جنين. وتعتبر مدينة ومخيم جنين للاجئين معقلا للفصائل الفلسطينية المسلحة التي تقدم نفسها كمقاومة أكثر فعالية للاحتلال الإسرائيلي على النقيض من السلطة الفلسطينية. ونعت الجهاد الإسلامي في بيان جعايصة، مؤكدة أن "استمرار أجهزة السلطة بهذا النهج المشين..يدق ناقوس الخطر، ويؤجج خلافات داخلية نحن في غنى عنها". وأظهرت مقاطع فيديو لفرانس برس، عددا من عناصر الأمن الفلسطيني المسلحين ومركبات مدرعة يقومون بدوريات في مدينة جنين وقرب المخيم يوم السبت بينما كان إطلاق النار يتردد في المكان. وتصاعدت التوترات منذ اعتقال السلطة الفلسطينية لنشطاء في وقت سابق من هذا الشهر. وقال الناطق باسم قوى الأمن الفلسطينية اللواء أنور رجب، في بيان إن "الأجهزة الأمنية، بدأت فجر السبت، بتنفيذ خطوات جديدة، في إطار جهودها المستمرة لحفظ الأمن والسلم الأهلي وبسط سيادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى، في مخيم جنين". وأكد رجب أن "هدف هذه الحملة استعادة مخيم جنين من سطوة الخارجين على القانون الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية". وقال إن الأجهزة الأمنية "تمكنت من إحباط كارثة في مخيم جنين، وذلك بالسيطرة على مركبة مفخخة أعدها الخارجون على القانون". دعت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى "إعلان يوم غضب والمشاركة في تظاهرةٍ شعبية تحت عنوان، دم الشهداء يوحدنا والعدو يتربص بنا". في الخامس من دجنبر تصاعدت التوترات في جنين بعد أن استولى مسلحون على سيارتين تابعتين للسلطة الفلسطينية وساروا في المخيم ملوحين بأعلام حركة الجهاد الإسلامي. وتضاف هذه الاشتباكات إلى العنف المتزايد في الضفة الغربية، مع تزايد الغارات والمداهمات العسكرية الإسرائيلية وهجمات المستوطنين منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023.