قال اللواء السابق في الجيش الاسرائيلي إسحاق بريك، إن "الحكومة الإسرائيلية الفاشلة وهؤلاء الجهَلة الذين يتبعونها، كأنهم قطيع من الحمقى، سيواصلون قيادة دولتنا نحو خطر يهدد وجودها". وأضاف بريك في تصريحات، نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الخميس، أن "حرب الاستنزاف التي تخوضها إسرائيل في غزة ولبنان، أدت إلى خلق استقطاب فظيع في المجتمع الإسرائيلي، حيث تستعر الكراهية العمياء بين القطاعات المختلفة، وانعدام الثقة التام بينها". ولفت إلى "وجود أحاديث عن تمرُّد مدني وخيانة للوطن، وتقسيم الشعب إلى "دولة إسرائيل" و"دولة يهودا"، كذلك يجري نشر آلية دعائية مليئة بمعلومات زائفة، أو مضللة، وبالتحريض ونشر أخبار كاذبة ضد الخصوم، وإطلاق تسميات قاسية من طرف تجاه طرف آخر، عبر ماكينة التشويه هذه التي يُطلق عليها، إسرائيلياً، اسم "ماكينة نفث السم" من جهة نتنياهو وأبواقه". واعتبر بريك أن "هذه الشروخ آخذة في الاتساع في صفوف المجتمع الإسرائيلي إلى حدّ خطِر لا عودة عنه؛ وهذه الحالة وحدها قد تؤدي إلى انهيار دولتنا". وتابع أن "الجيش الإسرائيلي استُنزف تماماً، هذا الجيش الذي لن نتمكن من البقاء في هذا الإقليم المعادي من دونه، والعبء كله واقع على كاهل أولئك الذين يخوضون جولاتهم الرابعة في الخدمة الاحتياطية منذ بداية الحرب... ويزداد عدد أفراد الاحتياط الذين يرفضون الاستجابة لأوامر الاستدعاء العسكري، كما أن الجنود النظاميين مُنهكون أيضاً، ويفقدون المهارات المهنية بسبب توقف الدورات التدريبية، أو إلغائها بالكامل". ويرى بريك أنه بسبب حرب الاستنزاف المستمرة هذه، "تقف مؤسسة التربية والتعليم الآن على ساق هزيلة، وباتت على شفا الانهيار، وإلى جانبها هناك العديد من المؤسسات الأُخرى التي بات مصيرها مماثلاً، ولا مجال هنا للإطالة في الحديث والتفصيل". ويحذر أن "مَن لديه إلمام بوضعنا الحالي في حرب الاستنزاف، يدرك أن أهداف الحكومة، المتمثلة في القضاء التام على حماس، وإخضاع حزب الله، وتركيع إيران وقطع صلاتها بأذرعها، ليست أهدافاً واقعية، بل ليست سوى رؤيا قدرية غيبية لبضعة أشخاص يعيشون في جنة الحمقى". ويرى أن هذه الأهداف التي وضعتها الحكومة، بناءً على توجيهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ترفض أيّ عملية للتوصل إلى اتفاق سياسي، بوساطة الولاياتالمتحدة، أو دول أُخرى. وأضاف "إذا اندلعت حربٌ مباشرة مع إيران نتيجة ضربة إسرائيلية تستهدف المنشآت النووية مثلاً (ضربة لن تتسبب بتدمير فعلي للمنشآت، بل بتأخير إنتاج القنبلة عدة أشهر فقط)، فإن فرصة التوصل إلى اتفاق سياسي مع إيران وحلفائها ستتضاءل بصورة كبيرة". معتقداً أنه ما يمكن تحقيقه الآن باتفاق سياسي، سيكون من الصعب تحقيقه، إذا اندلعت حرب مباشرة مع إيران، وسيزداد الوضع تعقيداً عدة أضعاف".