تمكنت السلطات المغربية يوم الأحد، من إحباط عشرات المهاجرين من اقتحام السياج الحدودي للوصول إلى سبتة، بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة الهجرة الجماعية. وفي أحدث محاولة تجمع يوم الأحد عشرات المهاجرين على قمة تل في مدينة الفنيدق على الحدود وبدأوا في رشق قوات الأمن بالحجارة، وهو ما أظهرته مقاطع مصورة منشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الشرطة منعتهم من الاقتراب من سياج سبتة. وشهدت المواجهات تسجيل العديد من الإصابات في صفوف رجال الأمن والقاصرين والشباب المنتشرين في أزقة وشوارع مدينة الفنيدق.
وقالت السلطات إنها ألقت القبض على 60 شخصا على الأقل الأسبوع الماضي لاستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض المهاجرين على محاولة العبور الجماعي للحدود، كما تم توقيف وترحيل أزيد من ألف شخص. وانتشرت قوات الأمن المغربية بكثافة في الفنيدق منذ يوم الجمعة، تأهبا لمنع هذه العملية، في حين عاشت مدينة الفنيدق ومحيطها ليلة عصيبة حيث قضت القوات العمومية ليلة السبت-الأحد في مطاردة المهاجرين وتوقيفهم قبل ترحيلهم إلى مدن بعيدة. وقال محمد بنعيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الانسان "يتعلق الأمر بأكبر إنزال أمني شهدته الفنيدق، كما تعمل السلطات بشكل استباقي عن طريق وضع سدود قضائية في الطرقات المؤدية لشمال المغرب". وأضاف "تم نقل المئات من الراغبين في الهجرة السرية بعيدا عن الفنيدق". ومعظم المهاجرين من الشبان المغاربة، وانضم إليهم عدد أقل من المهاجرين من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. وقال زكريا زروقي، الناشط الحقوقي في الفنيدق، إن الكثيرين منهم يصلون إلى الفنيدق سيرا على الأقدام ويختبئون في الغابات القريبة هربا من السلطات. وأضاف أن قوات الأمن المغربية تحاول منع الهجرة عبر الحدود البرية كما تُسيّر دوريات على الشاطئ لمنع المهاجرين من السباحة إلى سبتة. وبحسب أرقام وزارة الداخلية، منع المغرب في الأشهر الثمانية الأولى من السنة الحالية 45015 شخصا من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وقالت الشرطة الإسبانية إن مئات المهاجرين استغلوا الضباب الكثيف الشهر الماضي للسباحة إلى سبتة. ودفعت المراقبة المشددة للحدود الشمالية للمغرب عددا متزايدا من المهاجرين إلى خوض الرحلة الأكثر خطورة والأطول عبر الأطلسي وصولا إلى جزر الكناري