أصدرت محكمة مكافحة المنشطات في إيطاليا الخميس حكما بإيقاف لاعب وسط يوفنتوس ثاني الدوري المحلي لكرة القدم والدولي الفرنسي بول بوغبا لمدة أربعة أعوام، بسبب تناوله في غشت الماضي هرمون التستوستيرون المحظور. وتعقيبا، قال النادي إنه "أحيط علما" بقرار المحكمة الذي جاء في أعقاب مطالبة النيابة العامة لمكافحة المنشطات بإيقاف بطل العالم 2018، وفقا للقانون العالمي لمكافحة المنشطات. وقال مصدر مقرّب من بوغبا لوكالة الأنباء الفرنسية "بالطبع سيستأنف". وجاء قرار المحكمة في أعقاب مطالبة النيابة العامة لمكافحة المنشطات الإيطالية بإيقاف اللاعب البالغ من العمر 30 عاما، وفقا للقانون العالمي لمكافحة المنشطات. وسقط بوغبا (91 مباراة دولية) الذي غاب عن غالبية موسم 2022-2023 واكتفى بخوض 10 مباريات فقط بسبب الإصابات، في فحص المنشطات الذي خضع له بعد المباراة بين يوفنتوس ومضيفه أودينيزي في المرحلة الأولى من الدوري والتي لم يشارك فيها في 20 غشت. ورغم أنه بقيَ على مقاعد البدلاء ولم يشارك في اللقاء، كان أحد الذين تم اختيارهم بشكل عشوائي للخضوع للاختبار. ولتبرير هذه المخالفة، أفاد المقربون من اللاعب، أن التستوستيرون يأتي من مكمّل غذائي وصفه طبيب استشاره في الولاياتالمتحدة. وأوقف لاعب الوسط المتوّج بلقب مونديال 2018، عن اللعب احتياطيا منذ 11 شتنبر من قبل الوكالة الإيطالية لمكافحة المنشطات (نادو). وكان فحص العينة "ب" التي طلبها بوغبا، مطلع أكتوبر، أكّد تواجد مستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون. ويحفّز هذا الهرمون الخصوبة ويلعب دورا مفتاحيا في نمو الأنسجة التناسلية الذكرية ونمو العضلات في الجسم. وعاد بوغبا إلى يوفنتوس في صفقة حرة في يوليوز 2022، بعد ستة مواسم مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، لكنه خاض بوغبا مباراة واحدة أساسيا فقط. عودته إلى صفوف "السيدة العجوز" كانت خطوة من المفترض أن تجدد مسيرته بعد فشله في فرض نفسه في صفوف "الشياطين الحمر" لكنه تعرض على الفور لإصابة خطيرة في الركبة في فترة الاستعداد للموسم الجديد. كما أن قراره الأولي بعدم الخضوع لعملية جراحية في محاولة للمشاركة في كأس العالم في قطر جاء عكس ما يشتهيه لأنه اضطر إلى القيام بها على مقربة من المونديال في النهاية ولم يتمكن من مساعدة منتخب بلاده على الدفاع عن لقبه. كان بوغبا عنصرا رئيسا عندما توّج منتخب "الديوك" بطلا لكأس العالم عام 2018 في روسيا وسجّل أحد أهداف فرنسا خلال فوزها على كرواتيا 4-2 في المباراة النهائية. لكنه لم يشارك مع منتخب بلاده منذ الفوز وديا على جنوب أفريقيا في مارس من العام قبل الماضي. بعد أن كان على قمة العالم، انحدر بوغبا ببطء إلى الأعماق، متأثراً بالإصابات وحياته الشخصية الصعبة التي يعترف بأنها تأثرت سلبًا بالمبالغ الهائلة من الأموال التي حصل عليها كبار لاعبي كرة القدم. قال في هذا الصدد "المال يُغيّر الناس. ويمكن أن يؤدي إلى تفكّك الأسرة. ويمكن أن يؤدي إلى حرب. في بعض الأحيان كنت أفكر بمفردي "لا أريد الحصول على المال بعد الآن. لا أريد اللعب بعد الآن. أريد فقط أن أكون مع أشخاص عاديين، حتى يحبوني من أجلي وليس من أجل الشهرة والمال". كان بوغبا يلمّح إلى تجربة مريرة، فبعد شهر من تعرّضه لتمزق في أربطة الركبة، أصدر شقيقه ماتياس مقطع فيديو هدّد فيه بالكشف عن أسرار تتعلّق بشقيقه النجم. وكشف المحققون الفرنسيون كيف احتُجز تحت تهديد السلاح من قبل أصدقاء الطفولة ورجلين ملثّمين مسلحين وهددوه لعدم مساعدتهم مالياً وطالبوه بمبلغ 13 مليون يورو. انتهى الأمر بدفع بوغبا 100 ألف يورو من هذا المبلغ.