في مشهد مأساوي، لجأ عدد من الأطفال إلى كتابة أسمائهم على أيديهم، من أجل مساعدة ذويهم في التعرف على جثثهم إذا استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لأطفال قتلوا متواجدين بمستشفى شهداء الأقصى، في دير البلح، وهم يحملون أسماءهم وأسماء عائلاتهم على أيديهم وأذرعهم، لمساعدة ذويهم على التعرف عليهم، في الوقت الذي لم يُعرف هل ذويهم ما يزالون على قيد الحياة أم قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. وأوضح فلسطينيون بالقطاع، أن هذه الممارسات أصبحت أكثر شيوعا في الأيام الأخيرة، مع ازدياد وثيرة غارات الجيش الإسرائيلي، حيث أصبحت حالة المستشفيات فوضوية مع انعدام وجود مساحات كافية بسبب استهداف إسرائيل لعدد من المشافي الأخرى. وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر الجاري شن غارات مكثفة على قطاع غزة مخلفة آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة. واتخذ الأطفال الفلسطينيون تلك الخطوة لوجود العديد من الجثامين لم يتم التعرف إلى أصحابها بعد مقتلهم في قصف إسرائيلي، وخاصة في مستشفى "المعمداني" الذي ارتكبت إسرائيل، الثلاثاء، مجزرة بداخله. وفي مستشفى الشفاء بمدينة غزة يكتب أحمد أبو السبع (35 عاما)، اسمه وأسماء الأطفال من أبنائه وأقاربه على أيديهم. وقال أبو السبع لمراسل وكالة "الأناضول": "نكتب أسماءنا على أيدينا وأسماء أبنائنا على أيديهم للتمكن من التعرف إلى جثثنا إذا قصفتنا طائرات الاحتلال". وأضاف: "هناك العديد من الشهداء وخاصة الأطفال يصعب الوصول لذويهم"، ولفت إلى أن "الاحتلال لا يميز بين أحد ويقصف في كل مكان". وتسابق مئات الأطفال في المستشفى لتسجيل أسمائهم على أيديهم. ونزح آلاف الفلسطينيين إلى مستشفى الشفاء، غرب مدينة غزة، بسبب قصف إسرائيل منازلهم، كما يخشى النازحون من أن تقصف الطائرات الإسرائيلية المستشفى مثلما فعلت بمستشفى المعمداني. ويعيش هؤلاء واقعا إنسانيا صعبا ولا يمتلكون أدنى مقومات الحياة بسبب الحرب. وكالات