أطلقت مؤسسة التمويل الدولية ومجموعة "المكتب الشريف للفوسفاط"، الرائد العالمي في سوق الأسمدة المستخرجة من الفوسفاط ، أمس الثلاثاء، منصة جديدة لتمويل القطاع الفلاحي تهدف إلى تعبئة 800 مليون دولار بحلول عام 2030، لبناء أنظمة غذائية مستدامة في إفريقيا. وأشار المكتب والمؤسسة، في بلاغ مشترك، إلى أن هذه المنصة الجديدة ستساهم في تنمية المهارات وخلق فرص الشغل وضمان الأمن الغذائي. ومن خلال توفير الولوج إلى التمويل والتكوين المهني، ستمكن المنصة من تعزيز 30 سلسلة قيمة فلاحية في إفريقيا عبر 60 عملية للتمويل الفلاحي تغطي مختلف أنواع الزراعات، فضلا عن رفع التحديات التي تعيق نمو القطاع وصموده. وأورد البلاغ أن استراتيجية الاستثمار المستهدف للمنصة الجديدة ستعمل على دعم النمو المستدام للقطاع وزيادة الأمن الغذائي في جميع أنحاء القارة، مشيرا إلى أن الفلاحة، التي تعتبر قطاعا حيويا بالنسبة لاقتصاد إفريقيا، تساهم بحوالي 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للقارة وتمثل أكثر من 60 في المائة من فرص العمل. وتابع المصدر ذاته أنه مع ذلك، تستورد إفريقيا حاليا نسبة كبيرة من غذائها، مما يقلل من قدرة القارة على الصمود في وجه الصدمات الخارجية. ونقل البلاغ عن مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط قوله "إننا اليوم نخطو خطوة كبيرة نحو تحول زراعي عادل في إفريقيا من خلال تعبئة تمويلات جديدة كبيرة للفلاحين الأفارقة ولسلاسل القيمة التي تدعمهم". وأضاف أن "الشراكة بين مؤسسة التمويل الدولية والمكتب الشريف للفوسفاط تهدف إلى العمل من أجل انبثاق الإمكانات الكاملة لأفريقيا ليس فقط لإطعام نفسها بل لإطعام العالم أجمع". بدوره، قال مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية "إن الفلاحة تعد قطاعا حيويا بالنسبة لإفريقيا، ويسعدنا توسيع شراكتنا مع المكتب الشريف للفوسفاط لتحسين إنتاج الغذاء وجذب الاستثمارات إلى القارة". وأضاف ديوب: "تتعهد كل من مؤسسة التمويل الدولية والمكتب الشريف للفوسفاط بتخصيص الموارد اللازمة لتنمية المنصة"، داعيا الشركاء الذين لديهم نفس الرؤية والمستثمرين للانضمام إلى هذا المشروع الهام الذي جاء في وقته . ومن خلال بناء سلسلة من التدخلات، تهدف المنصة إلى جذب مستثمرين جدد سيكونون قادرين على المشاركة إما بشكل مباشر أو غير مباشر. وسيتم رصد كل استثمار لمعرفة تأثيره على التدابير الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وإلى جانب توفير الولوج إلى التمويل، ستقوم المنصة بإجراء دراسات معمقة لسلاسل القيمة المستهدفة لتحديد التحديات التي تواجه القطاع واقتراح الحلول الملائمة. وتهدف المنصة إلى التشجيع على بروز فاعلين أفارقة مميزين وتمكين تقاسم أفضل الممارسات لاستنساخ التجارب الناجحة في جميع أنحاء أفريقيا. ودخلت المنصة أيضا في شراكة مع "بنك أفريقيا" من أجل تحسين ظروف تمكين المزارعين والمصنعين الزراعيين الأفارقة من الأسمدة وغيرها من المدخلات. وصممت المنصة كذلك مشاريع جديدة لدعم سلاسل قيمة جوز الكاجو والأرز في الكوت ديفوار . كما ستستهدف مشاريع جديدة بلدانا أخرى لاسيما الكاميرون والغابون . ويستفيد تطوير المنصة من خبرة INNOVX، وهي منصة متعددة القطاعات أطلقتها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. وتتخصص INNOVX في تطوير شركات وأنظمة بيئية مبتكرة ومستدامة ذات تأثير محلي قوي، إضافة إلى المعرفة المتجذرة لمجموعة " Africa OCP" (فرع مجموعة OCP المخصص للقارة).