أدانت الخارجية العراقية الاثنين عملية حرق جديدة للمصحف أمام سفارة العراق في الدنمارك، بعد فعل مماثل نظمته حركة يمينية متطرفة. وعلى صفحتها في فيسبوك، نشرت حركة "دانكسي باتريوتر" اليمينية المتطرفة الاثنين مقطع فيديو لرجل يبدو وكأنه يقوم بحرق مصحف ويدوس على العلم العراقي، بعد فعل مماثل الجمعة. وأعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان عن إدانتها و"بعبارات مكرَّرة ومشدَّدة، تكرار حرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى سفارة جُمْهُوريَّة العراق في الدنمارك". ورأت الخارجية أن تلك الأفعال "تتيح لعدوى التطرُّف والكراهيَّة أنَّ تضع المجتمعات أمامَ تهديد حقيقيّ للتعايش السلميّ". وطالبت الوزارة "سلطات الدول في الاتحاد الأوروبيّ إعادة النظر سريعاً بما يسمّى بحريَّة التعبير وحقِّ التظاهر، وأنَّ يكون هناك موقف جماعيّ واضح لمنع هذه الإساءات أمام مبانيّ سفارات جُمْهُوريَّة العراق على أراضيها". ورأت الخارجية أن "السكوتَ وعدم الارتكان لإجراءات واضحة تمنع مرتكبي هذه الأفعال وتعرِّضهم للمساءلة القانونيَّة، مَهَّدَ للتغوّل في هذا السلوك الخطر". وفي بيان آخر، أعلن المتحدّث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن "الطاقم الدبلوماسيّ لبعثة الدنمارك في بغداد، غادر الأراضي العراقيَّة منذ يومين". وبعد حادث مماثل الجمعة في كوبنهاغن، تظاهر نحو ألف شخص فجر السبت في العاصمة العراقية. وحاول هؤلاء وهم مناصرون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الوصول إلى سفارة الدنمارك قبل أن تقوم الشرطة بتفريقهم باستخدام العصي والغاز المسيل للدموع. وأحرق مناصرون للصدر في 20 يوليو السفارة السويدية في بغداد، بعد حادثتين لحرق القرآن في ستوكهولم على يد لاجئ عراقي هناك. وعلى أثر ذلك أعلنت الحكومة العراقية طرد السفيرة السويدية. وتقول الشرطة في ستوكهولم إنها تسمح بتلك التجمعات باسم حرية التظاهر، مؤكدة أن ذلك لا يعني موافقتها على ما يجري فيها. واستقبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاثنين عدداً من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية من الاتحاد الأوروبي. وفي إطار حديثه عن تدنيس القرآن، حذّر السوداني من "خطر مثل هذه الممارسات التي تهدد الأمن والسلم المجتمعي … فضلاً عن كونِها اعتداءات لا صلة لها بمفاهيم حرية التعبير". ودعا "دول الاتحاد الأوروبي إلى أخذ دورها في مكافحة تلك الأفعال العنصرية، وكل ما يحرّض على العنف".