حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين من أن أعمال العنف المتواصلة في السودان بين الطرفين المتحاربين قد "تمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها"، داعياً أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى استخدام أقصى درجات نفوذهم. وقال خلال نقاش في مجلس الأمن بشأن التعددية إن الوضع في السودان "يستمر في التدهور". وأضاف: "يجب أن تتوقف أعمال العنف. إنها تهدد بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها". وقال لأعضاء المجلس الذي يضم 15 دولة "لابد أن نبذل جميعا كل ما بوسعنا لإبعاد السودان عن حافة الهاوية"، مضيفاً أن الأممالمتحدة لم تغادر السودان، في إشارة إلى عمليات الإجلاء. وأضاف المسؤول الأممي: "نقف إلى جانبهم في هذه الفترة العصيبة ... لقد سمحت بالنقل المؤقت إلى مناطق أخرى داخل السودان وإلى الخارج لبعض موظفي الأممالمتحدة وأُسرهم". وقال غوتيريش "سأكون واضحاً: الأممالمتحدة ليست بصدد مغادرة السودان" مضيفاً "نعيد تنظيم وجودنا في السودان كي نتمكن من مواصلة دعمنا للشعب السوداني". وشدد على التزام المنظمة الأممية "تجاه الشعب السوداني، دعماً لرغبته في مستقبل ينعم فيه بالأمن والسلام. نقف إلى جانبه في هذه الأوقات العصيبة". وأكد غوتيريش أنه "على تواصل مستمر مع طرفي النزاع ودعوتُهما لنزع فتيل التوترات والعودة إلى طاولة التفاوض"، وتابع "علينا جميعاً أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان من حافة الهاوية" مجدداً الدعوة إلى وقف لإطلاق النار. تأتي تصريحات غوتيريش بعد إعلان الأممالمتحدة في بيان عن بقاء رئيس بعثتها الألماني فولكر بيرتيس في السودان رغم تسارع عمليات الإجلاء، إذ وصل 700 من موظفيها وموظفي السفارات والمنظمات غير الحكومية إلى ميناء بورتسودان لإجلائهم. وأفاد البيان بأنه "تم بالفعل إجلاء 43 من موظفي الأممالمتحدة المُعينين دوليًا و29 من موظفي المنظمات غير الحكومية الدولية من الجنينة (غرب دارفور) وزالنجي (وسط دارفور) إلى تشاد .. سيبقى عدد بسيط من الموظفين المُعينين دوليا، من ضمنهم الممثل الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، في السودان وسيواصلون العمل من أجل حل الأزمة الحالية". وقتل 427 شخصا وجرح 4000 تقريبا خلال عشرة أيام من المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. ودعت بريطانيا مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ حول السودان، يتوقع أن ينعقد الثلاثاء، وفق مصدر دبلوماسي.