ضرب زلزال بقوّة 7,8 درجات تركياوسوريا فجر الاثنين، ما أسفر عن سقوط أكثر من 300 قتيل ودمّر العديد من المباني فيما شعر به سكان مصر ولبنان وقبرص. قتل 237 شخصا على الأقل في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في سوريا نتيجة الزلزال الذي يقع مركزه في جنوب شرق تركيا، وفق ما ذكرت وزارة الصحة، بينما أفاد مصدر طبي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قرب الحدود مع تركيا عن سقوط ثمانية قتلى. أما في تركيا، فلقي 76 شخصا على الأقل حتفهم في سبع محافظات، بحسب حصيلة أولية صادرة عن الوكالة الحكوميّة التركيّة لإدارة الكوارث AFAD، وسط توقعات بأن ترتفع أكثر بكثير نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بعدد كبير من المباني السكنية في كبرى المدن. وجُرح المئات في البلدين، بحسب المصادر ذاتها. وقع الزلزال الساعة 4,17 (01,17 ت غ) على عمق نحو 17,9 كيلومترا وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي. ويقع مركز الزلزال في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق). تُعدّ هذه الهزّة الأكبر في تركيا منذ زلزال 17 غشت 1999 الذي تسبّب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في اسطنبول. قُتل 28 شخصا في محافظة أديامان التركية حيث انهار حوالى مئة مبنى، وفق ما أعلن حاكمها. وقُتل ما لا يقلّ عن 23 شخصًا وأصيب 420 آخرون في ملطية، حسبما قال حاكم هذه المحافظة لقناة تي آر تي العامّة. وقُتل 18 شخصًا على الأقلّ وأصيب 30 آخرون في شانلي أورفا (جنوب شرق)، حسب ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء نقلا عن حاكمها. وقُتل ستّة آخرون على الأقلّ في ديار بكر، حسبما أكّد حاكم المحافظة. وقال عنصر إنقاذ أُرسل إلى مبنى مدمّر في ديار بكر "سمعنا أصواتا هنا وهناك. نعتقد أن 200 شخص قد يكونون تحت الأنقاض"، بحسب صور بثتها شبكة إن تي في. وبحسب وكالة AFAD، بلغت قوّة الزلزال الذي ضرب ليلًا 7,4 درجات على عمق سبعة كيلومترات. وذكر مراسلو وكالة فرانس برس أنّ الهزّة الأرضيّة شعر بها السكّان في جنوب شرق تركيا وكذلك في لبنان وقبرص. وأظهرت صور بثّها الإعلام التركي أبنية مدمّرة في مدن عدة في جنوب شرق البلاد، ما يفاقم المخاوف من أن تكون الحصيلة أكبر بكثير من الأرقام المعلنة حتى الآن. وشاهد مراسل فرانس برس في ديار بكر، المدينة الكبيرة في جنوب شرق البلاد، مبنى منهارًا، ورجال إنقاذ يعملون على إخراج أشخاص من تحت الأنقاض. على تويتر، شارك مستخدمو الإنترنت الأتراك هويّات وأماكن أشخاص محاصرين تحت الأنقاض في مدن عدّة في جنوب شرق البلاد. وقال رئيس بلديّة أضنة زيدان كارالار إنّ مبنيَين من 17 طابقا و14 طابقا دُمّرا، وفق ما نقلت عنه قناة تي آر تي. نداء لدعم دولي وقال وزير الداخليّة التركي سليمان صويلو لقناة "خبر ترك"، إنّ "جميع فرقنا في حالة تأهّب. لقد أصدرنا إنذارًا من المستوى الرابع. هذا نداء" من أجل تقديم مساعدة دوليّة. في سوريا، قالت وزارة الصحة في بيان "639 إصابة – 237 وفاة في محافظات حلب، اللاذقية، حماه، طرطوس"، بينما تحدّث جهاز الدفاع المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة (الخوذ البيضاء) عن "عشرات الضحايا ومئات المصابين والعالقين تحت الأنقاض". وسُجّلت 50 هزة ارتدادية في تركيا، بحسب AFAD. ودعا محافظ غازي عنتاب السكان إلى التجمع في الخارج رغم البرد فيما دعا رئيس "ديانت"، هيئة الشؤون الدينية، الأتراك المحتاجين إلى المساعدة للجوء إلى المساجد. تقع تركيا في منطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا هو من بين الأعلى في العالم. أواخر نونبر الماضي، ضرب زلزال بقوّة 6,1 درجات شمال غرب تركيا موقعا حوالى خمسين جريحًا ومتسبّبًا بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية. في يناير 2020، ضرب زلزال بقوة 6,7 درجات منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا. وفي أكتوبر من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين.