قتل وأصيب مئات الأشخاص في سورياوتركيا جراء زلزال قوي ضرب فجر اليوم الاثنين جنوبتركيا، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية. وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن زلزالا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوبتركيا، على عمق 7 كيلومترات فجر اليوم، في حين أفاد المعهد الأميركي للزلازل بأن قوة الهزة الرئيسية بلغت 7.8 درجات. من جهته، قال نائب رئيس تركيا، فؤاد أوقطاي في ندوة صحفية قبل قليل بأنقرة إن الزلزال اسقط لحدود الساعة نحو 284 قتيلا و2323 جريحا وانهيار أكثر من 1700 مبنى. بدورها، أعلنت وزارة الصحة السورية أن عدد ضحايا الزلزال وصلت إلى 237 قتيلا و639 مصابا. واستمر الزلزال في كهرمان مرعش لنحو دقيقة وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وفق مقاطع مصورة بث على مواقع التواصل الاجتماعي. ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، يعد هذا الزلزال الأكبر في تركيا منذ زلزال أغسطس/آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول. وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض. وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية. وذكرت إدارة الكوارث التركية أن الزلزال والهزات الارتدادية القوية في جنوبتركيا أسفرت عن مقتل 77 شخصا وإصابة 440 آخرين. وفي سوريا، ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة، وقال الدفاع المدني السوري الموجود في مناطق المعارضة شمال غرب البلاد إن ما لا يقل عن 86 شخصا لقوا حتفهم، ووصف الوضع بالصعب جدا، مؤكدا أنهم بحاجة لمساعدة دولية. بدورها، أعلنت وزارة الصحة السورية أن عدد ضحايا الزلزال وصلت إلى 237 قتيلا و639 مصابا. كما شعر بالزلزال سكان في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض المناطق في مصر. وقالت هيئة الرصد الزلزالي العراقية إن هزات ارتدادية ضربت مناطق في البلاد دون تسجيل خسائر. وقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن كل الوحدات المعنية في حالة تأهب تحت إشراف إدارة الكوارث والطوارئ. وتلقى أردوغان إحاطات من ولاة 8 ولايات متضررة، وأعرب في تغريدات على تويتر عن تمنياته بتجاوز كارثة الزلزال بأقل الخسائر وفي أسرع وقت ممكن. وبعيد الزلزال مباشرة، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن فرق الإنقاذ من كل الولايات تتجه للمناطق المتضررة. من جهتها، قالت وزارة الدفاع التركية إن كتيبة المساعدات الإنسانية التابعة لها مستعدة لتلبية مطالب إدارة الكوارث والطوارئ والمشاركة في عمليات الإنقاذ، مشيرة إلى أن الوزير خلوصي أكار وقادة القوات التركية توجهوا إلى جنوبي البلاد لتنسيق عمليات المساعدة والإنقاذ. وأضافت الوزارة -في بيان- أنها أنشأت مركزا لتنسيق عمليات المساعدة التي ستقدمها القوات المسلحة التركية لفرق إدارة الكوارث والطوارئ. وبالتزامن، أعلن الهلال الأحمر التركي أنه يرسل وحدات الدم تباعا للمناطق التي تأثرت بالزلزال ودعت المواطنين للتبرع بالدم. وأظهرت مقاطع مصورة انتشال عالقين تحت ركام المباني المدمرة في مدن تركية وسورية. وفي تفاصيل الخسائر، أفاد والي ملاطيا بمقتل 23 شخصا وإصابة 420 آخرين في الولاية، في حين أكد والي شانلي أورفا مصرع 15 شخصا وإصابة 30 جراء انهيار 17 مبنى. كما أعلن والي ديار بكر عن مصرع 6 أشخاص وإصابة 79 وتهدم 6 مبان في المدينة، وكذلك أكد والي عثمانية مقتل 5 أشخاص إثر انهيار 34 مبنى جراء الزلزال. من جهته، قال رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش إن بإمكان المواطنين الذين تضررت منازلهم في منطقة الزلزال البقاء في المساجد. وفيما تتواصل عمليات الإنقاذ، سارعت أذربيجان إلى الإعلان عن إرسال فريق بحث وإنقاذ إلى تركيا يضم 370 شخصا للمساعدة في إزالة آثار الزلزال. وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين من الزلزال في تركياسوريا. وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن وجه وكالات الإغاثة الأميركية لتقييم المساعدات الممكنة لإغاثة المنكوبين. من جانبه، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم إن بلاده تمد يد العون لتركيا من خلال الاتحاد الأوروبي ورئاستها له لتنسيق الدعم بشأن الزلزال. وفي كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للشعب التركي الذي وصفه بالصديق.