أجرى الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبد المجيد تبون، الأحد، محادثة هاتفية تناولت العلاقات بين الجانبين. جاء ذلك قبل ساعات من وصول رئيسة الحكومة الفرنسية إلى الجزائر مصحوبة بعدد غير مسبوق من الوزراء لبحث اتفاقيات تعاون. وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان: "تلقى اليوم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مكالمة هاتفية من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون استعرضا فيها العلاقات الثنائية، مُعربين عن ارتياحهما للتطور الإيجابي والمستوى الذي عرفته هذه العلاقات". كما تطرق الرئيسان إلى "الاجتماع المهم للدورة الخامسة للجنة الحكومية الرفيعة المستوى الجزائرية-الفرنسية التي تنعقد بالجزائر، بالإضافة إلى تطورات الوضع في المنطقة"، وفق البيان. وجاءت المحادثات بين ماكرون وتبون قبل ساعات من وصول رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيت بورن إلى الجزائر في زيارة تمتد يومين ويرافقها 16 وزيرا، أي نحو نصف أعضاء حكومتها. ووفق الخارجية الفرنسية، عبر بيان الخميس، فإن بورن ستترأس رفقة نظيرها الجزائري أيمن بن عبد الرحمن الدورة الخامسة للجنة الوزارية المشتركة رفيعة المستوى، كما يترأسا مراسم توقيع اتفاقيات في مجالات التدريب والطاقة والتعاون الاقتصادي والشباب والتعليم. ولن تتناول زيارة بورن ملفات عالقة بين البلدين مثل الخاصة بحقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962)، والتي أوكلت إلى لجنة مشتركة من المؤرخين وكذا قضية الهجرة، بحسب الخارجية الفرنسية. وتوقف انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين منذ 2017، حين عُقدت الدورة الرابعة، وذلك جراء توترات في العلاقات بسبب ملفات مرتبطة بالحقبة الاستعمارية والهجرة. والأحد، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في مؤتمر صحفي، إن زيارة رئيسة الحكومة الفرنسية إلى الجزائر تهدف إلى ترجمة التوافقات التي حصلت بعد زيارة ماكرون في غشت الماضي إلى قرارات واتفاقات ونموذج لعلاقات اقتصادية وفق قاعدة رابح- رابح. وأضاف أن زيارة ماكرون كانت صفحة جديدة وتميزت بمحادثات مطولة وعميقة مع الرئيس تبون. وفي 27 غشت الماضي، توجت زيارة ماكرون إلى الجزائر بتوقيع البلدين "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة" ويتضمّن ستة محاور للتعاون في قطاعات عديدة والتشاور السياسي بشأن القضايا الإقليمية والدولية.