تعرف عليه الجمهور المغربي من خلال إعادة توزيع وغناء أغنية "ناس ناس"، حيث فضّل المطرب المصري المقيم بلندن حمزة نمرة أن يمزج أغنية "إيناس إيناس" الأمازيغية للفنان الراحل محمد رويشة مع إيقاع غربي، ويقدمها في حلة أغرت الكثير من الأجانب بالتمايل على إيقاعاتها السحرية. ومن هنا قرر حمزة أن يجمع ألحان فلكلورية عربية، وجدت عبر التاريخ، ليبحث في أصولها، ويكتشف بداياتها وأوّل فنان قام بغنائها ومن ثم يقوم بإعادة توزيعها، لدمجها مع ألحان غربية وعالمية، وإعادة غنائها مع فنانين وموسيقيين من جميع أنحاء العالم. كان التصور العام للتجربة مميزا وناجحا منذ ظهوره، خاصة أنه ينهل من العمق التراثي العربي ويؤثث لماهية إبداعية بروافد غربية تتقمص التجريب. نمرة وبذكاءه الموسيقي حافظ على هذه الشعرة، وكانت التجربة ذكية في الوصول إلى شكل يزيح تراب الوقت عن جواهر مدفونة، ويُبرز بريقها بشكل احترافي. كانت لمسته تجريبية بالكثير من الفن والإبداع، وهربت تمامًا من أن تكون المعالجة تجارية، وهو أمر يضمن حدًّا مقبولا من النجاح، لكن طموح نمرة كان أكبر فيما يبدو. فمن خلال هذه المقاربة كان واضحًا أنه أمسك بداية خيط ما، ثم توالت الأغنيات التي يقدمها نمرة من تراث الوطن العربى، من خلال برنامجه (ريميكس) الذي يقدمه على شاشة التليفزيون العربى، والذي يجوب من خلال حلقاته دولا عربية كثيرة بحثًا بين أهلها عن أغنيات تستحق أن يعاد تقديمها بعد مزجها بموسيقى من أشكال مختلفة: اللاتينية والراب والريجى والهاوس، ومن أنواع هذا الغناء الشعبي الذي استهدف بالمناولة ما يسمى بالسناد، وهو الغناء الثقيل ذي الترجيع كثير النغمات، والنبرات الذي يعتمد على القافية المطلقة، والهزج والزجل والمواويل، وغيرها. حمزة نمرة هو مؤلف موسيقي ومغني، وعازف جيتار مصري، من مواليد 15 نوفمبر 1980 بالسعودية، يدرس الموسيقى والهندسة الصوتية على الإنترنت في بيركلي ميوزيك أونلاين التابعة لكلية بيركلي الأمريكية للموسيقى.