أكد رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، أن المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بمدينة كوكيمبو الشيلية، الواقعة على بعد 461 كلم شمال العاصمة سانتياغو، يعتبر منارة حضارية وإشعاعية ترسي جسور التفاعل الثقافي بين المملكة المغربية وعموم بلدان أمريكا اللاتينية. وقال ميارة، الذي يقود وفدا برلمانيا في زيارة إلى البلد الجنوب أمريكي، في تصريح لقناة الأخبار المغربية M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب مباحثات أجراها مع عمدة مدينة كوكيمبو، علي مانوشيهري، إن الأدوار الطلائعية التي يضطلع بها هذا المركز الفريد من نوعه في القارة، تجعلنا نثمن كل الجهود المبذولة وتدعونا في نفس الآن إلى مواصلة المزيد من العمل حتى تتمكن هذه المعلمة الحضارية للمملكة من تحقيق جميع أهدافها والمتمثلة أساسا في التعريف بثقافة وتاريخ وحضارة المغرب لدى شعوب المنطقة. وبعد أن أعرب عن امتنانه للاهتمام الكبير الذي يبديه الشيليون عامة وساكنة وسلطات كوكيمبو، خاصة، لهذه الأيقونة المغربية، وهو ذات الاهتمام الذي يدخل في إطار تطوير العلاقات بين البلدين، عبر عن الأمل في أن يتم التوقيع على اتفاقية توأمة جديدة مع مدينة ساحلية مغربية تنضاف إلى الاتفاقية التي سبق توقيعها بين كوكيمبو المطلة على المحيط الهادي ومدينة فاس. من جهته، اعتبر عمدة كوكيمبو، علي مانوشيهري، أن زيارة الوفد البرلماني المغربي مكنت من تعزيز أكبر لعلاقات التعاون التي تجمع بين البلدين، وعلى وجه الخصوص، مدينة كوكيمبو التي باتت تتموقع بفضل المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات والدور الذي يضطلع به، كواحدة من المدن اللاتينية متعددة الثقافات التي أضحت وجهة سياحية دولية. وأضاف "بكثير من الاعتزاز نفخر بتواجد المعلمة المغربية الفريدة من نوعها في أمريكا اللاتينية بكوكيمبو ونعتز بأننا ربحنا الرهان على التفاعل الثقافي" باعتباره أفضل الآليات لمد جسور التعاون بين الشعوب. من ناحية أخرى، أبرز أن التحديات المطروحة أمامنا تدفع إلى التفكير في توسيع دائرة التعاون لتشمل أيضا مجالات اقتصادية وسياحية وفلاحية وطاقية، معربا عن الرغبة في الاستفادة من تجربة المغرب في مجال تدبير الموارد المائية وتحلية مياه البحر لا سيما وأن المغرب قطع في هذا السياق أشواطا مهمة. من جانبها، اعتبرت سفيرة المغرب بالشيلي، كنزة الغالي، أن "المركز الثقافي محمدا السادس لحوار الحضارات يعتبر منصة من خلالها يتم التعريف بالثقافة المغربية وقيم التسامح والانفتاح والسلام والمحبة التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يحرص على إشاعتها عبر العالم". كما اعتبرت الغالي أن مجالات التعاون بين كوكيمبو والمغرب لا تنحصر فقط في الشق الثقافي بل هناك أيضا العديد من المشاريع التي يمكن تعزيز التعاون بشأنها ومن بينها الطاقات المتجددة والموارد المائية. وقام الوفد بزيارة إلى المركز والاطلاع على مختلف عمليات إعادة التأهيل وتسهيل الولوج إليه خاصة من خلال توفير مصعد كهربائي خارجي. كما زار الوفد مختلف المرافق التي يتوفر عليها المركز، ومن بينها المسجد ذو الطابع المعماري المغربي الأصيل بمنارته التي تناجي في شموخ جبال الأنديز، والمكتبة التي تتوفر على آلاف الكتب والإصدارات والمنشورات التي يقوم المركز بتوفيرها لزواره ترجمة وتأليفا ونشرا باللغتين العربية والاسبانية. و بالمناسبة قام الوفد أيضا بزيارة المعلمة الدينية "صليب الألفية الثالثة" التي تقع على تل إل فيخيا في كوكيمبو، قبالة المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات. وخلال زيارته إلى الشيلي والتي ستستمر إلى غاية يوم 25 يونيو، سيجري الوفد المغربي سلسلة مباحثات مع عدد من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين و أفراد المجتمع المدني. و يضم الوفد كلا من نائلة مية التازي، رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والمغاربة المقيمين بالخارج، وعبد القادر سلامة عضو فريق التجمع الوطني للأحرار، عضو المجلس لدى البرلمان الانديني، وأحمد الخريف، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، عضو المجلس لدى برلمان أمريكا الوسطى، وزكرياء الحنيني، رئيس ديوان رئيس مجلس المستشارين، وحسن أزرقان، رئيس قسم العلاقات الخارجية.