نشرت صحيفة « لاكروا » الفرنسية٫ تقريرا يتحدث عن ميل جهاديي تنظيم « داعش » نحو استعمال تطبيق « تيليغرام ». ويعتمد أعضاد تنظيم الدولة على تطبيق « تيليغرام » لأنه يحتوي حسب الصحيفة على نطام حماية فعال لا يمكن اختراقه٫ فهو يضمن سرية تبادل الرسائل الإلكترونية٫ مشيرةً إلى أن مخترعه هو الروسي « بافيل ديدروف » المعروف باهتمامه بحمياة مجال الحرية الشخصية. وأضافت أن هذا التطبيق أثار مؤخرا جدلا على مستوى الرأي العام العالمي، "وخاصة بعد أن تم اكتشاف أن عادل كريمش، قاتل الكاهن جاك هامل في الكنيسة الفرنسية، قد استعمله قبل سويعات من تنفيذ عمليته الإرهابية". وذكرت أن هذه ليست المرة الأولى التي يُوضع فيها هذا التطبيق –الذي ينافس كلا من "واتساب" و"ماسنجر"- في قفص الاتهام بعد الهجمات "الجهادية"، فقد تبادل منفذو هذه العمليات في باريس، في 13 نونبرالماضي، رسائل "تلغرام" دون أن تتفطن السلطات الفرنسية إلى محتوى المعطيات التي تتضمنها هذه الرسائل، ولا إلى الخطر الذي تمثله، "فالإرهابيون هم من بين 100 مليون شخص يستخدمون هذا التطبيق في جميع أنحاء العالم". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التطبيق احتوى على نظام تشفير أكثر تعقيدا من أنظمة منافسيه؛ لحماية المعطيات الشخصية لمستخدميه، وللتهرب من تتبعات السلطات، "إلا أنه أصبح أداة عظيمة للتواصل بين الإرهابيين، وللدعاية الجهادية على الإنترنت". وتابعت: "تلغرام يسمح بنشر أكبر عدد ممكن من الأفكار المسممة، كما يمكّن أيضا من التحدث بسرية، إذ إنه يمكن للمرسل وللمتلقي فقط قراءة الرسائل أثناء المحادثة السرية، وبمجرد أن ينتهي المستخدم من ذلك؛ تُمحى هذه الرسائل بطريقة آلية". وبينت الصحيفة أن الروسي "بافيل ديروف" في رد له على هجمات باريس؛ قام بإغلاق 78 حسابا مرتبطا بتنظيم الدولة، كما اقترح، بنبرة متحدية ومتهكمة، على الأطراف التي نادت بحظر هذا التطبيق، حتى الروسية منها "حظر الكلمات أيضا". وردد مخترع تلغرام في مناسبات عديدة؛ مبدأه الذي يقول فيه: "إذا كان انتقاد الحكومة غير قانوني في بلد معين؛ فإن هذا التطبيق لن يساهم في فرض الرقابة والحد من حرية التعبير"، وقد قامت مواقع الإعلام الإلكتروني الروسية بمشاركة ونشر قوله هذا، متسائلة في الوقت ذاته عما إذا كان على السلطات إدانة الوسيلة أو الجاني المرتكب لأي فعل إجرامي. وأضافت الصحيفة أن تلغرام، الذي كان قد أطلق سنة 2013 من قبل "بافيل ديروف" وشقيقه نيكولاي؛ كان موضوع شبهات عديدة، نظرا لإثبات أن الجهاديين يتبادلون رسائلهم الإلكترونية عبره، منذ فترة طويلة. وقال "ايغور آشمنوف" مدير المركز الروسي للتسويق عبر الإنترنت، إلى أن "عدد مستخدمي هذا التطبيق في الشرق الأوسط يبلغ 90 ألف شخص، وهذا العدد ضخم جدا، ولا يمكن أن يمر دون أن يلفت انتباهنا"، مضيفا أنه "انتشرت مؤخرا وبسرعة فائقة؛ معلومات تقول بأنه يوجد بين هؤلاء المستخدمين عناصر تنتمي إلى تنظيم الدولة الإرهابي، إلا أن بافيل ديروف لم يقرر غلق بعض الحسابات إلا بعد هجمات باريس". وقالت الصحيفة إنه "على خلفية موجة الانتقادات التي يتعرض لها هذا التطبيق؛ اختار ديروف الغموض والصمت، فلم يظهر كثيرا في وسائل الإعلام العمومية، كما اكتفى بنشر بعض التعليقات القصيرة على حسابه الخاص"، معللة ذلك بأنه "لا يريد الظهور في دولة استبدادية كروسيا، في صورة منشق سياسي؛ لأنه لا يسعى إلا للدفاع عن الحرية الفردية في المقام الأول". وأضافت أن ديروف كان قد أطلق قبل تلغرام شبكة التواصل الاجتماعي "فكونتاكتي" في روسيا، والتي تنافس شبكة "فيسبوك"، إلا أن هذه الشبكة بدت متمردة جدا في نظر السلطات، وفي نهاية المطاف؛ تم الاستيلاء عليها من قبل أصدقاء النظام الروسي مقابل مبلغ مالي يقدر بما بين 50 و100 مليون دولار. وفي الختام؛ أشارت الصحيفة إلى أنه "منذ ذلك الحين؛ اختفى ديروف، ولم يعرف أحد مكان إقامته، ناقلة قول آشمنوف عنه: "إنه يمتلك عقلية شاب مدلل وغني؛ لا يعرف ما الذي يفعله، إلا أنه يهرب بعد ذلك خائفا من عواقب تصرفاته". المصدر « عربي21 »