في آواخر يناير 2020، أطلق مجموعة من النشطاء في الحركة الأمازيغية بالمغرب مبادرة لفتح مفاوضات مباشرة مع أحزاب سياسية قصد إدماج هؤلاء النشطاء في صفوف هذه الأحزاب في أفق تقديمهم كمرشحين في لوائحها للانتخابات التي ستجرى في صيف 2021. المبادرة التي أطلق عليها "جبهة العمل السياسي الأمازيغي" والتي قادها كل من أحمد أرحموش ومحي الدين حجاج، جاءت على خلفية "فشل" مكونات الحركة الأمازيغية في تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية، وهو المشروع الذي انطلق العمل من أجله بعد لقاء موسع بمراكش يوم 26 دجنبر 2015 شاركت فيه مختلف فعاليات الحركة الأمازيغية بالمغرب. كان طبيعيا أن تخلف مبادرة جبهة العمل السياسي الأمازيغي ردود أفعال متباينة. وستتأجج هذه الردود بعد توقيع ممثلها محي الدين حجاج ل "اتفاق مشترك"، يوم 17 نونبر 2020، مع عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ويوم 31 دجنبر 2020، مع محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية. وقد تلى هذا الحدث بيان قالت فيه الأطراف المعنية أن هذا الاتفاق "سيشكل منعرجا كبيرا في الحياة السياسية الوطنية." اليوم، وقبل أقل من 24 ساعة عن بداية الحملة للانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية المرتقبة في 08 شتنبر المقبل، لا حديث إطلاقا على مآلات الاتفاق "التاريخي" الموقع بين جبهة العمل السياسي الأمازيغي، من جهة، وكل من حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الحركة الشعبية، من جهة أخرى. هذه الجبهة التي انشقت إلى جبهتين بعد خلاف وصراع بين أعضاءها، إختفت تماما من المشهد الإعلامي والسياسي، وتوارى معظم قادتها إلى الظل دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تقديم توضيحات وبيانات للرأي العام عن مخرجات ونتائج المفاوضات مع الحزبين المذكورين وما إذا نجحت الجبهة فعلا في تلك الوعود التي قدمتها بقدرتها على تقديم مرشحين من الحركة الأمازيغية وتغطية أغلب الدوائر محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا في الانتخابات المقبلة. نتمنى أن يخرج المنسق الوطني لجبهة العمل السياسي الأمازيغي محي الدين حجاج بتوضيحات في هذا الشأن..