للمرة الأولى في تاريخ الولاياتالمتحدة، جلست سيدتان خلف الرئيس الأميركي خلال خطابه السياسي الكبير أمام الكونغرس مساء الأربعاء، هما نائبة الرئيس كامالا هاريس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. يعد ذلك ظاهرة غير مسبوقة رافقت أحداثا تاريخية أخرى. بسبب الجائحة، عقد هذا الاجتماع السنوي المهم في السياسة الأميركية أمام حضور محدود مع وضع الكمامات. تحدث بايدن في الكونغرس الذي حاول مناصرو الرئيس السابق دونالد ترامب اقتحامه في السادس من يناير الماضي، وأشار إلى الهجوم الدامي. وقال متوجها إلى البرلمانيين الذين اضطروا إلى الفرار من الكابيتول واضعين أقنعة واقية من الغاز "فيما نجتمع هنا مساء اليوم لا تزال مشاهد حشود عنيفة تهاجم الكابيتول وتلطخ ديموقراطيتنا عالقة في أذهاننا جميعا". وأضاف في نهاية خطابه "كان التمرد أزمة وجودية واختبارا لنرى ما إذا كانت ديموقراطيتنا ستصمد، وبالفعل صمدت". استهل بادين خطابه مشددا على الطابع التاريخي للامسية قائلا :"سيدتي رئيسة مجلس النواب (نانسي بيلوسي) وسيدتي نائبة الرئيس (كامالا هاريس)" وسط تصفيق حاد. وأضاف "لم ينطق أي رئيس قبلا بهذه العبارات. وآن الأوان لذلك". حضرت زعيمة الديموقراطيين في الكونغرس التي تبلغ من العمر 81 عامًا خطابات رئاسية عديدة. وأثارت الدهشة في فبراير 2020 عندما مزقت أمام الكاميرات نص الخطاب الذي ألقاه دونالد ترامب حول حال الاتحاد. لكن بجلوس كامالا هاريس إلى جانبها لأول مرة، تركت المسؤولتان بصماتهما في 245 عاماً من تاريخ أميركا. هاريس (56 عاما) وهي ابنة مهاجرين من أصول هندية وجامايكية، وسناتور سابقة ومدعية عامة سابقة، أول امرأة تتولى منصب نائب لرئيس الولاياتالمتحدة. وكتبت باربارا لي النائبة الديموقراطية في المجلس في تغريدة "كالعديد من النساء أشعر بفخر حاليا لتمثيلنا. كان من المفترض أن يحصل ذلك منذ زمن بعيد". – هاوية التمرد – ألقى جو بايدن خطابه بنبرة هادئة أمام حوالى 200 برلماني وعدد قليل من أعضاء إدارته في تناقض صارخ للخطابات سلفه دونالد ترامب، ومع أجواء هذا الاجتماع السنوي الكبير كما هي الخطابات السياسية الكبيرة، التي ألقيت على مدى أربعين عامًا أمام حوالى 1500 مدعو يجلسون عادة على مقاعد مجلس النواب في جو حماسي لدى وصولهم، يعقبه صمت رزين يقاطعه تصفيق مدو. على شرفة خالية من المدعوين جلست زوجة بايدن جيل هذه المرة على مسافة بعيدة من داغلاس إمهوف زوج كامالا هاريس بسبب فيروس كورونا. ومستذكرا السنة التي شهدت تفشي فيروس كورونا والنهاية المدوية لرئاسة ترامب وصدمة الهجوم على مبنى الكابيتول، أراد جو بايدن مرة أخرى، كما فعل طوال حملته الرئاسية، أن يقدم نفسه بصفته شخصية جامعة. قال "لقد شاهدنا هاوية التمرد والاستبداد والجائحة والمعاناة، وبقينا، نحن الشعب، أقوياء"، مستشهدا بديباجة الدستور الأميركي. وأضاف "اننا الولاياتالمتحدة الأميركية" مستعيدا واحدة من أشهر عبارات حملته. وخلص إلى القول "لا شيء يستحيل علينا (…) إذا فعلنا ذلك معا". أ ف ب