أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط، حكما قضى ببراءة طالبة من تهمة الإيذاء العمدي، الذي نتج عنه موت، دون نية إحداثه. وقد غادرت الشابة المتهمة التي كانت تتابع في حالة اعتقال احتياطي المركب السجني بالعرجات، بعد صدور حكم البراءة، حيث كانت متابعة بالتسبب في مقتل حارس عمارة تحرش بها جنسيا، فصدته ما تسبب في وفاته. وفي تفاصيل القضية، فقد أقرت الطالبة البالغة من العمر 19 عاما (من مواليد 2001 بالرباط)، أنها اضطرت للبحث عن شقة للكراء، وقصدت عمارات الأمانة بتمارة، فاستفسرت حارس عمارة حول وجود مسكن للكراء، فأكد لها أنه يتوفر على شقة بطابق علوي، وحينما صعدت معه، فتح باب الشقة، وأغلقه ثم نزع سرواله، محاولا ممارسة الجنس عليها بالعنف، فدفعته ليسقط على الأرض، فشرعت في الصراخ، حتى تجمهر 15 شخصا من قاطني الإقامة، وبعدها حضرت عناصر المنطقة الإقليمية للأمن بالصخيرات تمارة. وأنكرت المتهمة أمام مصالح أمن تمارة نية قتل الضحية، مضيفة أنها صدت الجاني، الذي حاول اغتصابها. وبعد إحالتها على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، قرر إحالة الملف على قاضي التحقيق، الذي أمر بإيداع الموقوفة رهن الاعتقال الاحتياطي. وبعد البحث التفصيلي اعتبر قاضي التحقيق أن العناصر التكوينية لجريمة الإيذاء العمدي الذي نتجت عنه وفاة دون نية إحداثها، متوفرة في النازلة، فأحالها على غرفة الجنايات الابتدائية للمحاكمة. واستمع المحققون إلى ثلاثة شهود، ضمنهم زوجة الهالك، التي أقرت أنها لم تكن بالعمارة لحظة وفاة زوجها، وأثناء وصولها إلى مسرح الحادث، وجدت الناس محتشدين أمام الإقامة، بحضور الشرطة، مفيدة أن زوجها عانى مرض الربو منذ ما يزيد عن 20 سنة، وكان يستعمل بخاخا لمواجهة ضيق التنفس. كما تم الاستماع إلى أحد أفراد عائلة المتوفى، الذي أكد أنه كان بالهرهورة لحظة وقوع الحادث، لإصلاح جهاز تلفاز، لكن رواية شاهدة ثالثة أكدت أنها سمعت الصراخ، ولما صعدت إلى الشقة وجدت الهالك ممددا وسرواله منزوع من بطنه إلى فخذيه، والطالبة في وضع نفسي مزر. إلى ذلك، لم يظهر التشريح الطبي أية آثار اعتداء، أو شبهة قتل، معزيا سبب الوفاة إلى ضيق في التنفس أثناء المواجهة مع الطالبة، وهو ما أكدته في اعترافاتها التلقائية، بأنها صدت الهالك، أثناء محاولته الاعتداء عليها جنسيا. وبعد رفع الجلسة، التي ترأسها المستشار "الصغيري" للمداولة، قضت المحكمة ببراءة الطالبة من تهمة القتل.