سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في المؤتمر الوزاري السنوي الثاني حول المبادرة الإفريقية للتكيف مع التغيرات المناخية.. أخنوش يدعو لمواصلة الجهود لجعل مشاريع تكيّف الفلاحة ضمن خانة الأولويات
يستضيف المغرب اليوم الثلاثاء 5 نونبر 2019 بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنكرير، المؤتمر الوزاري السنوي الثاني للمبادرة الإفريقية للتكيف مع التغيرات المناخية (مبادرة تريبل أ): حل بإمكانات كبيرة لمكافحة انعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ في أفريقيا. مبادرة ” تريبل أ ” AAA التي أطلقت في مؤتمر كوب 22، برعاية ودعم من الملك محمد السادس، حيث خصص لها مؤسسة لتتبعها، يرأسها عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات من أجل العمل على تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية. وكما أكد ذلك الملك في القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، “تشكل استجابة مبتكرة و ملموسة للغاية للتحديات المشتركة التي يطرحها تغير المناخ. ” هذا الحدث الرفيع المستوى يجمع 28 وفدا وزاريا، من ضمنهم 20 وزيرا إفريقيا وممثلين عن الحكومات الإفريقية والمؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والبنك الإفريقي للتنمية، والجهات المانحة، وعددا من الباحثين العلميين البارزين دوليا. وذكَّر أخنوش خلال مداخلته بأن إفريقيا هي واحدة من المناطق الأكثر تضرراً من تغير المناخ في العالم: “الآثار الضارة لتغير المناخ – الجفاف، وندرة الموارد المائية، والتصحر، والفيضانات والعواصف – تشكل تهديدات خطيرة للأمن الغذائي الهش من الأساس في إفريقيا، وتؤثر بشكل خاص على الفلاحة الصغيرة والفلاحة المعيشية والسكان الأكثر عرضة للهشاشة”. لمواجهة هذه التحديات، هنالك حاجة إلى موارد تمويل دولية ومحلية كبيرة. في الواقع، بالنسبة لإفريقيا وحدها، فإن تكلفة التكيف مع تغير المناخ تتراوح بين 7 و 15 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020 وقد تصل إلى 35 مليار دولار بحلول عام 2050 و 200 مليار دولار بحلول عام 2070، حتى لو افترضنا أن ارتفاع درجة الحرارة سيستقر في أقل من 2 درجة مئوية. أخنوش طالب في هذا الصدد الهيئات المالية، بتعبئة الموارد اللازمة وجعل مشاريع التكيف في الفلاحة ضمن خانة أولوياتها. كما نوه الوزير بقدرات التكيف الداخلية للقارة الإفريقية، مع التذكير بالتقدم المحرز في السياسات والاستراتيجيات الفلاحية الوطنية، التي أدمجت التكيف في التخطيط القطاعي، قائلا “إن الإمكانات الفلاحية لقارتنا هائلة، ويجب علينا أن نثمنها من أجل ازدهار مشترك، فمن الضروري أن يكون القطاع الفلاحي هو المشغل الأول لشبابنا”. وفي هذا الصدد، فالفلاحة قطاع حيوي للقارة، إذ يوظف القطاع 70 ٪ من اليد العاملة ويساهم بأكثر من 25 ٪ من الناتج الداخلي الإجمالي. في مقابل ذلك، يواجه تحدي الأمن الغذائي في إفريقيا تطوراً ديموغرافياً قوياً، حيث من المتوقع أن يتجاوز عدد السكان ملياري شخص بحلول عام 2050، وبالتالي فإنه من الضروري دعم تمويل التكيف مع تغير المناخ للقارة. مبادرة إفريقية من أجل إفريقيا بدعم ورعاية من الملك محمد السادس، تم إطلاق المبادرة من طرف المملكة المغربية خلال مؤتمر كوب 22، من أجل الإجابة على إشكالية تكيف الفلاحة الإفريقية مع تغير المناخ من خلال معالجة ثلاثة تحديات رئيسية: زيادة فرص الحصول على التمويل، وتحسين عزل الكربون في التربة، وتحسين الإنتاجية الفلاحية. تطمح المبادرة للحد من هشاشة الفلاحة الإفريقية في مواجهة التغيرات المناخية. وتتميز بنهج عملي موجه نحو تشجيع المشروعات ذات الإمكانات الكبيرة لصالح الشعوب الأفريقية، وتمويل المشاريع الأولوية التي تهدف لمقاومة آثار تغير المناخ على الفلاحة في إفريقيا، مع ضمان الأمن الغذائي لكل الأفارقة. خلال 3 سنوات من إحداثها، نجحت مبادرة ” تريبل أ ” في رهان وضع الفلاحة الأفريقية على جدول الأعمال العالمي لمفاوضات المناخ. منذ 2016 ، تمت مصاحبة 7 دول (المغرب، ساحل العاج، مالي، الكونغو، غانا، بوركينا فاسو، الكاميرون) في تنفيذ خطط الاستثمار الوطنية من أجل تحديد مصادر لتمويل مشاريع تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية. في المغرب، هنالك مشروعان في طور الإنجاز. يتعلق المشروع الأول بالتكيف مع تغير المناخ في المناطق الواحية، موجه لحوالي 40.000 مستفيد. فيما يركز المشروع الثاني على تنمية سلسلة الأركان في ثلاث مناطق معرضة للخطر في المغرب (سوس ماسة ومراكش آسفي وكلميم وادي نون) هذا المشروع، الذي يستهدف 26000 مستفيد، يعتبر مشروعًا نموذجيًا من قبل صندوق المناخ الأخضر. من أجل استدامة هذه الجهود، دعا أخنوش الوزراء الحاضرين وجميع البلدان المنخرطة في مبادرة ” تريبل أ ” إلى التعبئة والالتزام بتنزيل التدابير والقرارات المتخذة. ودعا كل دولة إلى صياغة احتياجاتها وحلولها الخاصة لتغير المناخ. بالنسبة للوزير، فدور البحث العلمي له أهمية قصوى، مشيرا إلى ضرورة مواصلة جهود البحث والابتكار من خلال تطوير أدوات ملموسة ومسارات مبتكرة في متناول جميع الفلاحين.