الرباط: علي جوات – فاروق المهداوي في سابقة من نوعها، تدخل رئيس جلسة محاكمة الصحافية هاجر الريسوني ومن معها، بعد مرافعة ممثل النيابة العامة، ليتحدث عن الحق في الحرية و” المفهوم الزئبقي له” للمفكر عبد الله العروي، لينتفض في وجهه النقيب عبد الرحمان بنعمرو قائلاً: ليس لديك الحق في إبداء رأيك، إحتفظ به حتى المداولة”. وفاجأ القاضي الحاضرين عندما انطلق في الكلام عن حقوق الإنسان، وأن “الحق ثابت”، “لكن الدستور حسم في أن القانون هو الأسمى”، مما جعل دفاع الصحافية هاجر الريسوني ومن معها من المعتقلين يصرخ في وجهه، “لا يحق لك ذلك، وعليك أن تمنحنا الكلمة للردّ على مرافعة النيابة العامة”. وكان ممثل النيابة العامة في مرافعته قد طالب برفض طلبات ودفوعات الدفاع، والمتعلق أساساً ببُطلان المحاضر، ورفع حالة الاعتقال، نظراً الخروقات التي يقول الدفاع أنها مست بإجراءات الشرطة القضائية ومعها النيابة العامة. وأكد ممثل النيابة العامة أنه متفق مع ما قاله الدفاع بخصوص الحرية الفردية وحقوق الإنسان، إلا أن هذا القول أخطأ المكان والزمان، فليس الآن زمان النضال من أجل تغيير القوانين، وليس القضاء هو من يشرع ولكنه دور البرلمان، وأن الفاصل في هذه النازلة هو القانون. ممثل النيابة العامة اعتبر أن ضباط الشرطة القضائية نقلوا الحقيقة كما هي بشكل واضح واحترموا المصادر القانونية، حتى عندما قرروا إجراء خبرة على هاجر الريسوني، مستنداً في ذلك على مواد قانون المسطرة الجنائية. وبخصوص إدعاء التعذيب، قال ممثل النيابة العامة، أنه لا يمكن الجمع بين التطبيب والتعذيب، وهو أمر غير مستساغ، متسائلاً لماذا لم يتبع هذا الإدعاء أي إجراء؟، لماذا لم تقم المعنية (الصحافية هاجر الريسوني) بوضع شكاية ولا الإشارة لذلك لا هي ولا دفاعها عند تقديمها أمام النيابة العامة.