في حادثة تعيد إلى الأذهان موقعة “الصحون الطائرة” التي طبعت المؤتمر الوطني لحزب الاستقلال الأخير، الذي أزاح حميد شباط عن أمانة “الميزان” وعوضه بنزار بركة، تسبب الصراع الدائر بين الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، والقيادي البارز والمتحكم في أغلب هياكل الحزب وأذرعه، حمدي ولد الرشيد، حول الشبيبة الاستقلالية، في نسف اجتماع للمكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية كان مبرمجا أمس الإثنين بالمقر المركزي لحزب علال الفاسي ب”باب الأحد” بالعاصمة الرباط. مصادر من داخل البيت الاستقلالي، كشفت أن اجتماع أمس تحول إلى اشتباكات بالأيدي بين الموالين لتيار بركة وولد الرشيد، إثر قيام محسوبين على هذا الأخير بالاعتداء على أعضاء المكتب التنفيذي للشبيبة، ما خلّف إصابات في صفوفهم وحالة إغماء استدعت حضور سيارة الإسعاف التي نقلت المصابين للمستعجلات. ووفق المعطيات التي استقاها “الأول”، من مصادر حضرت أشغال لقاء أمس، فإن سبب هذه المواجهات العنيفة يعود إلى رغبة ولد الرشيد في مواصلة بسط نفوذه على تنظيمات الحزب بأكملها، بما فيها الشبيبة التي تعد إحدى أهم هذه التنظيمات؛ إذ عمد الموالون له ممن حضروا هذا الاجتماع إلى ترشيح أسماء معروفة بولائها لولد الرشيد في تشكيلة اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشبيبة المقبل، الأمر الذي لقي ممانعة ومعارضة قوية من لدن المكتب التنفيذي، فساد التوتر بين الحاضرين قبل أن تتطور الأمور إلى تبادل السب والقذف والعنف. مصدر قيادي داخل حزب الاستقلال كشف متحدثا لموقع “الأول”، أن الحرب الضروس التي تدور رحاها منذ فترة طويلة بين كل من نزار بركة وحمدي ولد الرشيد، بعد تمكنهما من الإطاحة بحميد شباط، بدأت بعض تفاصيلها تخرج إلى العلن في وقت ظلت فيه خفية وصامتة مدة طويلة، لافتا إلى أن آخر لقاء جمع بين الأمين العام لحزب الاستقلال ونجل ولد الرشيد، تخلله تبادل اتهامات وحرب كلامية حادة انتهت على وقع تهديد نزار بركة بمغادرة الحزب عبر تقديم استقالته. وأورد المصدر ذاته، غير الراغب في كشف هويته للعموم، أن نزار بركة أعلن دعمه لتيار عبد القادر الكيحل داخل الشبيبة لمواجهة أي مد يحاول السيطرة على الشبيبة، ما أثار حفيظة آل الرشيد الذين باتوا يقودون تمردا ضد الأمين العام وتياره، لا يمكن التكهن إلى ماذا سيفضي. يقول المصدر.