بعدما استوفوا جميع أشكال التصعيد الممكنة من أجل الضغط على الحكومة في اتجاه الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في التوظيف المباشر في صفوف الوظيفة العمومية، حمل المكفوفون تظلماتهم إلى مؤسسات وهيئات دولية، مطالبينها بالتدخل العاجل للوقوف عند الإقصاء الذي تعرضوا له والقمع الذي وُوجهوا به”. المكفوفون الذين يخوضون منذ مدة احتجاجات واعتصامات، آخرها إقدامهم على اقتحام مقر تابع لوزارة بسيمة الحقاوي بالرباط والتهديد بالإنتحار داخله، راسلوا كلا من الأممالمتحدة، مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، منظمة العفو الدولية، علاوة على مؤسسات ولجن حقوقية أخرى، مبرزين عبر نص المراسلة، أن “الحكومة المغربية فجرت فضيحة إنسانية من العيار الثقيل ضد المكفوفين المعطلين بنهج سياسة التجويع والقمع أثناء الاعتصام الذي خاضته التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين منذ 5 أيام بالطابق الرابع لملحقة وزارة التضامن بالرباط”، ومشددين على أن مرد احتجاجهم “يأتي لأن حكومة صاحب الجلالة لم تفِ بكل الوعود التي قطعتها تجاههم، ولا تريدهم أن يعيشوا بكرامة”. وأوضحت التنسيقية الوطنية للمكفوفين في المراسلة عينها، بأن “المكفوفون قاموا بالاعتصام، لكن السلطات المغربية منعت عنهم الماء والخبز لإرغامهم على النزول. وقال مسؤول رفيع المستوى بكل صراحة “فلتموتوا كلكم، لن تتزحزح شعرة منا، أو ألقوا بأنفسكم لو أردتم فهو أفضل لكم يا معشر العميان”. وإلى حدود اليوم يبقون دون ماء أو أكل، لكن المعتصمين صامدون ولو كلف الأمر حياتهم”. وتابعت التنسيقية قائلة: “في صبيحة يوم السبت 16 مارس 2019 تعرض 3 أعضاء من التنسيقية للإغماء جراء الجوع والعطش، ومن بينهم امرأة حامل، لكن رغم كل هذا لم يكلف المسؤولون الحكوميون أنفسهم على الأقل إجراء حوار لمعرفة ما يقع، فقط أرسلوا الأمن والوقاية المدنية في انتظار الكارثة التي ستحدث قريبا”. هذا، وطالبت التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بالمغرب ب”التدخل العاجل لاحتواء هذا الوضع الكارثي الإنساني الذي يحدث بالمغرب، لأن الحكومة لا تلتزم بالاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان أو المعاقين بشكل خاص”، ملتمسة “تدخل الملك محمد السادس لإنقاذ هذه الفئة من الإقصاء والذل وظلم الحكومة والمسؤولين بالمغرب”. وخلصت المراسلة بتعبير تنسيقية المكفوفين حاملي الشهادات المعطلين عن تشبثها بالتصعيد، “حتى يموت المحتجون واحدا واحدا، لأن الحياة مملة في وطن لطالما حلمنا أن نعيش فيه بكرامة وإنسانية”. وفق المصدر ذاته.