لم يكن أمام أعضاء المجلس الجماعي لمدينة الدارالبيضاء، سواء المصطفين في صفوف الأغلبية أو المعارضة، خيارا غير التصويت، اليوم الخميس خلال الدورة العادية للمجلس، بقبول تفويت قطاع النظافة لكل من شركتي “أفيردا” وديرشبورغ” اللتين رست عليهما الصفقة، بعدما تم إقصاء شركتي “ميكومار” و”نور”. فبعدما أقدمت شركة “سيطا”، التي كان مفوضا لها تدبير قطاع النظافة بمدينة الدارالبيضاء، على فسخ العقد الذي كان يجمعها بمجلس المدينة بدعوى تعرضها لعجز مالي، طُرح إشكال مرتبط بمحدودية عدد الشركات التي استجابت لطلب العروض الذي أطلقه مجلس المدينة قصد اختيار من سيتولى تدبير وتنظيف شوارع البيضاء خلفا ل”سيطا”، إذ في الوقت الذي تم فيه فتح طلبات العروض لاستقبال ملفات الشركات الراغبة في تدبير هذا القطاع الحيوي، كان ملفتا للنظر أن عدد الشركات المتقدمة لهذا الغرض لم يتجاوز 4، منها شركتين تسهران على تدبير الفترة الانتقالية. الحسين نصر الله، رئيس الفريق الاستقلالي بالمجلس الجماعي للدار البيضاء، يرجع سبب ذلك إلى كون مدينة الدارالبيضاء تفتقد للجاذبية، موضحا موقفه، في تصريح لموقع “الأول”، بالقول، “لو كان مجلس المدينة ينهج استراتيجية ناجعة من أجل التسويق للمدينة على المستوى العالمي، لكان عدد الشركات المترشحة أكبر ولكنا أمام خيارات واسعة”. ومضى رئيس لجنة التعمير وإعداد التراب بمجلس المدينة متسائلا ضمن تصريحه، “كيف ستأتي شركات لتتنافس على تدبير قطاع النظافة في مدينة بحجم الدارالبيضاء والعمدة لم يقم، حتى، بتقديم توضيحات حول حيثيات فسخ العقد مع “سيطا”، مضيفا “نحن نتحدث عن عقد بقيمة 90 مليار سنويا، على مدى 7 سنوات، أي ما يعادل 700 مليار في المجمل، وعندما فتحنا طلبات العروض لم نستقبل سوى شركتين إضافيتين، على اعتبار أن كل من “أفيردا و ديرشبورغ” تتوليان تدبير المرحلة الانتقالية، إذن هذا ينذر بالخطر يجب الانتباه إليه ومعالجته مستقبلا، ونحن في حزب الاستقلال لم يكن أمامنا اختيار آخر سوى التصويت على القرار بقبوله”. في سياق متصل، ربط المتحدث ذاته رهان نجاح المرحلة الجديدة بضرورة توفر منظومة تتبع حقيقية، وذلك عبر إحداث لجن وآليات خاصة للتتبع، تسهر عليها كفاءات وأطر مكونة، مع الابتعاد عن الحسابات السياسية والحزبية الضيقة. على حد تعبيره. من جهته عزا نائب العمدة المكلف بقطاع النظافة، محمد الحدادي، الأمر إلى كون “دفتر التحملات الجديد المسطر من طرف المجلس، ضم شروط ومواصفات جد متقدمة، لم تستطع معها الشركات المستثمرة في هذا القطاع التقدم بملفاتها، لاسيما وأنها إذا ترشحت ورست عليها الصفقة فإنها ستواجه مراقبة صارمة”، مستدركا “سنتدارس هذا الإشكال داخل المجلس لنقف عند الأسباب الحقيقية ونحاول معالجتها مستقبلا”. إلى ذلك، ستشرع رسميا كل من “أفيردا” و”ديرشبورغ”، شهر أبريل القادم، في تدبير قطاع النظافة بالعاصمة الاقتصادية، وستعمل شركة “ديرشبورغ” على تسيير القطاع بكل من مقاطعات أنفا، سيدي بليوط، المعاريف، مرس السلطان، الفداء، مولاي رشيد، وبنمسيك، فيما ستقوم شركة “أفيردا” بتدبير القطاع بمقاطعات الحي الحسني، عين الشق، الصخور السوداء، الحي المحمدي، سيدي البرنوصي، سيدي مومن وعين السبع.