قال المخرج المغربي عز العرب العلوي إن فيلم “كليكيس.. دوار البوم” الذي يشارك به في الدورة ال34 لمهرجان الإسكندرية لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، (3-8 اكتوبر) مقاربة انسانية تصلح لكل زمان ومكان. وأضاف العلوي في تصريح صحفي، عقب عرض الشريط، مساء أمس، أن “كليكيس ..دوار البوم “ليست له اي دلالات مكانية أو زمانية، بل هو في الواقع مقاربة سينمائية انسانية تطرح مجموعة من الأسئلة، وتترك للمشاهد المتلقي حرية الجواب عليها بذكاء انطلاقا من خلفيته الثقافية”. وأشار إلى أن الشريط، “مثقل بحمولات رمزية، عشتها في مرحلة طفولتي في منطقة جبال الأطلس الكبير، واشتغلت عليها من زاوية انسانية بحتة، لإبراز حقبة معينة من تاريخ المنطقة القاسي”، مبرزا أنه تعمد عدم تسمية الأماكن وتحديد الأزمنة ليكون العمل إنسانيا بحتا وغير مقيد بأي مكون آخر. وسجل العلوي أنه انتصر في الشريط للإنسان وللمصالحة مع الذات ومع التاريخ، وكذا للعلاقات الإنسانية، “فالمحمل”، يتحول مثلا، يضيف العلوي، من “رمز للموت الحتمي إلى رمز للحياة والتفاؤل بمستقبل واعد”. وأبرز أنه وضف الرموز والإشارات بشكل كبير، حتى أن “البوم” ، وحسب ما يحيله العنوان يرمز للشؤم كما متعارف عليه في الثقافة العربية بخلاف الثقافة الغربية التي تحيل على البوم لإبراز الحكمة والرصانة. وأضاف مخرج الشريط، أنه منح المرأة دورا مهما، كما يتضح من الفتاة المتعلمة (وفاء) التي قدمت من المدينة لتنوير ساكنة الدوار وتشجيعهم على التعلم رغم الصعوبات الجمة التي وقفت حائلا في طريقها.. ويرصد “كليكيس دوار البوم” طيلة 120 دقيقة، قصة سكان دوار يقع بين جبال الأطلس الكبير، حيث يقضون حياتهم في التناوب على حراسة سجن يربطه بالدوار جسر معلق في الهواء على واد سحيق. لكن الحقيقة المرة، سيكتشفها سكان القرية، شيئا فشيئا، حيث سيدركون أن “دوار البوم” ما هو في واقع الأمر إلا سجن كبير يضم الجميع، سجناء وحراسا وأهالي. كتب سيناريو الفيلم عز العرب العلوي، فيما أدار التصوير أندرياس سينانوس، وشخص مشاهده كل من محمد رزين وأمين الناجي وحسن باديدة وكمال كاظمي، ونعيمة المشرقي وراوية وأسماء الساوري ومحمد بوصبع ومحمد الصوصي العلوي وكنزة فريدو وجمال لعبابسي ومحمد طوير الجنة وحميد نجاح وعبدو المسناوي. يشار إلى أن عز العرب العلوي، واحد من المخرجين الشباب الذين بصموا على تواجد مميز في المشهد السينمائي المغربي من خلال إخراجه لعدة أفلام سينمائية قصيرة وطويلة، من قبيل “مسحوق الشيطان” و”بيت من زجاج” و”الرقاص” و”حبات الأرز” و”الأعمى والغجرية” و”موعد في وليلي”، و”أندرومان ” وإيزوران” فضلا عن أفلام وثائقية مثل “محمد عابد الجابري” و”عمر بنجلون، شهيد الرأي”، وتحت الثلج” و”سيدات السجاد”. ويعرض ضمن فعاليات المهرجان الذي يستضيف المغرب كضيف شرف، 85 شريطا من 25 دولة.. وتحضر السينما المغربية في هذا الموعد السينمائي، الذي يحمل اسم الفنانة المصرية نادية لطفي من خلال أربعة اشرطة طويلة. ففضلا عن “كليكس دوار البوم” يشارك شريط “كلام صحرا” لداوود اولاد السيد، إلى جانب 10 أشرطة تمثل 12 دولة في المسابقة الدولية للافلام الطويلة. أما المسابقة العربية للأفلام الطويلة والتي تحمل اسم الفنان المصري نور الشريف، فيتنافس فيها الشريطان المغربيان “ولولة الروح” لعبد الإله الجوهري و”صمت الفراشات” لحميد باسكيط إلى جانب تسع أشرطة من 8 دول عربية. وتضم لجنة تحكيم المسابقة الدولية للافلام الطويلة في عضويتها، الشاعرة والممثلة مجيدة بن كيران، في حين تضم لجنة تحكيم مسابقة الأشرطة القصيرة المخرجة المغربية خولة اسباب بن عمر.