قال الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، محسن الجزولي، اليوم الخميس بالرباط، إن المغرب أرسى نموذجا فعليا ومبتكرا في مجال التعاون جنوب-جنوب يرتكز على التبادل المستمر الذي يشمل كافة مناطق القارة. وأضاف الجزولي، خلال لقاء نظمه مجلس النواب حول موضوع "آفاق القارة الإفريقية"، تخليدا ليوم إفريقيا العالمي الذي يصادف 25 ماي، أن هذا النموذج مكن من إرساء شراكة مندمجة ومتعددة الأبعاد تقوم على مبادلات مستمرة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وذكر في هذا الصدد بأن الصادرات المغربية نحو إفريقيا تضاعفت أربع مرات خلال العشرية الأخيرة، مسجلا أن حجم المبادلات التجارية مع إفريقيا بلغ 35 مليار درهم سنة 2016، وأن الاستثمارات المغربية في إفريقيا تمثل حاليا 60 في المائة من قيمة الاستثمارات المغربية في الخارج. وأبرز أن هذه الأرقام تعكس الدينامية الجديدة بين المغرب والبلدان الإفريقية، وكذا التنمية الاقتصادية والاجتماعية المشتركة، والقائمة على التضامن والشراكة، مضيفا أن الرؤية الملكية في هذا الصدد تنم عن إرادة سياسية برغماتية وجريئة تتطلع إلى دعم ومواكبة إقلاع إفريقيا. وسلط الجزولي الضوء على الزيارات التي قام بها الملك محمد السادس إلى إفريقيا منذ توليه العرش، والتي تجاوزت 50 زيارة شملت أزيد من 30 دولة إفريقية، مشيرا إلى أن هذه الزيارات تتيح الفرصة للتواصل والحوار مع الشباب الإفريقي الطموح، كما تتميز بإطلاق مشاريع تنموية كبرى من منظور التضامن والمصير المشترك. وأشاد بعمل الدبلوماسية البرلمانية المغربية، التي تعتبر إحدى الرافعات الأساسية لتفعيل السياسة الخارجية للمغرب، منوها بالجهود المتواصلة من أجل تعزيز علاقات وأواصر الصداقة بين المغرب وبلدان إفريقيا. من جهة أخرى، قال الوزير المنتدب، إن الدينامية التي تعرفها إفريقيا تتزامن مع التقلبات الاقتصادية على الصعيد الدولي، مضيفا أن الأمر يتعلق بمؤشر يدل على عالم متغير تتاح فيه لإفريقيا الفرصة للاضطلاع بدور رئيسي. ويندرج هذا اللقاء في إطار المواكبة البرلمانية للسياسة الإفريقية للمملكة، التي يقودها الملك محمد السادس، والتي تتميز بحضور مغربي نوعي ووازن في القارة، سياسيا واقتصاديا وإنسانيا. وعرف هذا اللقاء مشاركة عدد من سفراء الدول الإفريقية المعتمدين بالرباط، إلى جانب أعضاء مكتب المجلس ورؤساء الفرق ورؤساء اللجان النيابية بمجلس النواب، وأعضاء الشعبة البرلمانية المغربية في الاتحاد البرلماني الإفريقي، وفي البرلمان الإفريقي. يذكر أن المغرب، الذي يعد من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية بتاريخ 25 ماي 1963، والتي أصبحت في ما بعد الاتحاد الإفريقي، عمل على إرساء العمل الإفريقي المشترك والدفاع على وحدة إفريقيا.