في هذا الحوار يتحدث الممثل المحترف محمد الشوبي بكل صراحة على أسباب الرداءة وإسفاف الإنتاجات الرمضانية التي تبث على القنوات العمومية، في شهر رمضان، كما يتحدث الشوبي عن جشع شركات الانتاج التي "تتكور وتعطي العور" في الإنتاجات الفكاهية والدرامية، وذلك بالإعتماد على أقل تلكفة للانتاج، كما يتحدث الشوبي عن أسباب اختفاءه من هذه الأعمال لسنوات ؟ * ككل رمضان، ينتظر المُشاهد إنتاجا تلفزيونيا كوميديا أو دراميا مغربيا، يرقى شيئا ما بالإنتاج السمعي البصري، لكن هذه السنة بحسب بعض المتتبعين كانت كارثية في تفشي الرداءة على مستوى الكوميدية، في رأيك كممثل محترف هل هي أزمة انتاج أم أزمة ممثلين ؟ هي أزمة قيم ككل قيمة، الإخلاص في العمل وقيمة الإثقان وقيمة الإنتاج وقيمة الكتابة وقيمة التشخيص وقيمة المسؤولية الإدارية كل هذه القيم تلاشت وإندثرت وحل محلها الإسفاف والمحسوبية وعدم الكفاءة، والجهل / جهل المتفرج بمقاييس الذوق العام في شروطه البديهية البسيطة. * بدأت في السنوت الأخيرة، تظهر بعض المسلسلات الدرامية المقبولة شيئا ما، على مستوى الدرامي والإنتاج الحرفي، لكن هذه السنة، غاب حتى هذا الحد الأدنى من الإنتاج الدرامي، هل في رأيك أن التلفزة العمومية تعودت على الرداة في الإنتاج حتى أصبح تبعد أي مجهود درامي أو فكاهي مقبول؟ هنا أحمل المسؤولية أولا للجان الإنتقاء التي تتواطئ مع شركات الإنتاج، ثم للقنوات التي تستبيح المال العام وتغدقه على هذه الشركات طمعا في المُستشهر الذي هو ملك الرداءة في هذا البلد، وللبرلمان المغربي الذي يكتفي بطرح أسئلة باهتة تبعث على السخرية عوض أن يشكل لجنة تقصي الحقائق في ما وصل له التلفزيون المغربي من رداءة واستخفاف بالمشاهد المغربي، على سبيل المثال : لقد مر بالقناة الثانية فيلم تلفزي يدين رجال الأمن المغاربة ويضعهم في صف المتخلفين والبلهاء فهل فتحت الهاكا تحقيقا في هذه الإهانة للأمن الوطني الذي هو اليوم يلمع صورته على جميع الأصعدة ؟ إنها أزمة مؤسسات وقيم كما أسلفت الذكر. * أصبحت تنعزل عن الإنتاجات الرمضانية، منذ سنوات، لماذا هذا الإبتعاد ؟ هل سلسلة الانتاج la chaine de production بأكملها غير مقنعة في الإنتاج سواء الكوميدي أو الدرامي ؟ هناك ما هو ذاتي وهناك ما هو موضوعي في هذه المسألة، الذاتي هو أنني أصبحت أقرف من التعامل مع بعض شركات الإنتاج التي لا تحترم عملها سواء على مستوى العمل الفني أو على مستوى العمل الإنتاجي بصفة شمولية، والموضوعي هو أن المشهد الإنتاجي في المغرب عموما مسه جنون الجشع فأصبح الكل ( يعني الشركات وإدارات الإنتاج بالقنوات ) تتبجح بكونها تعطي الفرصة للشباب، وهم في حقيقة الأمر يستغلون هذا الشباب للإغتناء ودفع الجزية للمنتج الحقيقي، لأن هؤلاء الشباب ليسوا مؤهلين لقيادة إنتاجات درامية حقيقية، بل لمجرد أنهم " رخاص " ويقولون لهم "غنعطيوكم فرصة باش تبانو " ورغم ذلك فإنني شاركت في عملين هادفين للأسف الأول يمر على القناة الأمزيغية ولا يتابعه جل المغاربة وموضوعه جيّد جدا يتحدث عن معاناة البحارة بالحسيمة ومنه عن معاناة الحسيمة ككل، والثاني موضوعه مهم كذلك، يعالج مشكلة الأغنية المغربية التي يريد بعض الشباب ترسيخها كأغنية محترمة بعيدا عن موجة وموضة ما يسمى بالأغنية الشبابية ، لكنه للأسف يمر على القناة الثانية مرة في الأسبوع بعد الحادية عشرة ليلا، ليترك للتفاهات أن تستأسد داخل القناة، كما أنني محبط لعدم إدراج مسلسل عين الحق لعبد السلام كلاعي لثاني مرة وإقباره عنوة لأن قيمته الفنية والتقنية والإنسانية تفوق كل التكهناة بشهادة مدير القناة الثانية السيد سليم الشيخ، ومع الأسف ليس هذا المدير هو المتحكم فيما يمر أو لا يمر، لعل هناك لوبيات لا يعلمها إلا من درب على برمجة المواد الرمضانية.