يوسف صادق : بات الشارع الغزاوي في قلق متزايد مع إعلاء الأصوات الإسرائيلية المطالبة بإعادة ضرب غزة من جديد رداً على الصواريخ الفلسطينية التي تنطلق من غزة صوب المدن الإسرائيلية. ولا تزل، حتى إعداد التقرير، الطائرات الحربية الإسرائيلية تقصف حتى اللحظة الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، لضرب ما تعتبرة تهريب السلاح من خلال الأنفاق. ويخيم أجواء من الترقب على المواطنين الفلسطينيين لتثبيت التهدئة التي قامت بها القيادة المصرية بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وإسرائيل، بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وتوقفه من جانب واحد. ويعول الفلسطينيون، بحسب ما ذكروا ل (كل الوطن)، على الجهود المصرية لإنجاح فرص التهدئة وإعادة إعمار قطاع غزة من جديد بعد تدمير أكثر من 20 ألف منزل ما بين كلي وجزئي جراء القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة. من جانبه، دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن الأسبق في الكنيست الإسرائيلي وعضو حزب الليكود "يوفال شتاينس" دعا إسرائيل أن تدرس القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة على غرار عملية السور الواقي قبل أعوام في الضفة المحتلة. وزعم شتاينس خلال مقابلة مع راديو إسرائيلي محلي "لقد نجح الجيش في عملية السور الواقي والدخول لجنين ورام الله ونابلس، حيث قمنا بتفكيك البني التحتيه للإرهاب.. لذلك على إسرائيل أن تشن حرب أخرى على غزة على غرار عملية السور الواقي". وطالب شتاينتس أن تحتل إسرائيل قطاع غزة لعدة أسابيع وتدخل مدن القطاع من بيت إلى بيت. وقال "فليس أمامنا أي مبرر إلا باحتلال القطاع مؤقتا للقضاء علي البني التحتية للمقاومة". وكانت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية وزعيمة حزب "كاديما"، أقرت أن ما اعتبرته "إنجازات" الحرب الأخيرة على قطاع غزة بدأت تتلاشى في ظل استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه أهداف إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة سنة 1948. وقال ليفني "يجب الرد بقوة على استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة"، معتبرة أن "الامتناع عن الرد الفوري على إطلاق أول قذيفة صاروخية كان خطأ"، حسب قولها. وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى قد حذرت كذلك مما وصفته "تآكل إنجازات" العملية العسكرية ضد قطاع غزة، في ظل استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع. ووضعت تلك المصادر القيادة السياسية الإسرائيلية أمام خيارين: الأول يقوم على الإيعاز باستعادة ما أسماه "قوة الردع الإسرائيلية"، والخيار الثاني يقوم على "الإسراع في إتمام تسوية سياسية". ميدانياً، أطلقت الدبابات الإسرائيلي النار، قبل ظهر اليوم الثلاثاء، النار على مجموعة من الفلسطينيين بالقرب من السياج الأمني المحيط بجنوب قطاع غزة. وقالت الإذاعة العبرية إن قوة من الجيش "منعت محاولة لزرع عبوة ناسفة بمحاذاة السياج الأمني المحيط بقطاع غزة"، مشيرة إلى أن جنود القوة رصدوا الفلسطينيين اللذين كانوا يقومون بزرع العبوة، وأطلقت النار باتجاههم، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وأطلقت الدبابات الإسرائيليون صباح اليوم، خمسة قذائف مدفعية شرق خان يونس، جنوبي قطاع غزة، دون وقوع إصابات في الأرواح.