إدريس زياد لعالم اليوم الدولية إن ما جرى و يجري اليوم هو جزء لا يتجزأ من حركة التحول التاريخي التي تجسدت بانطلاق الإنتفاضات الشعبية، رغم أن معظم تلك الإنتفاضات السالفة قد تم الركوب عليها من قبل الخونة و السماسرة وتجار السياسة، لكن يبقى لدينا أمل أكيد أنها ستعود إلى السكة الصحيحة، بعدما تتخلص من الشوائب والقذارات التي علقت بها… إن قوى الشر والممانعة تقاتل بكل خبث ودهاء ومكر، لمنع التغيير أو تأخيره على الأقل، لكن عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف أبداً، ويندرج ضمن قوى الممانعة أيضاً ما قد يبدو ظاهرياً للبعض أنها أطراف قلبها على الوطن، غير أنها لا ترى إلا مصالحها الخاصة، أطراف تتصيد الهفوات والأخطاء، وتتحيّن الفرص لتنفث سموم الفتنة والفرقة تارة، وتبث خطاب الإحباط والإستسلام والرضى تارة أخرى، متوسلة إلى عموم المواطنين بخطاب روحاني غارق في الإتكالية والإنتظارية المؤدية إلى الأوهام والأحلام، أو بخطاب وقوده الغوغائية والإندفاعية المنفلتة، أو خطاب العبثية والعدمية الذي يتغذى على الجهل والفقر والتخلف، لا ننكر أن الخطأ أيضاً في المواطن الخنوع الأعمى الذي يقتات على الفتات ولا يعرف غير الهرطقة والأوقات اللحظية ويرى الحفرة المميتة ويتسابق للسقوط فيها… صحيح أن التحول والتغيير قد يأخذ بعض الوقت، لكن الأكيد هو أن هذا الرهان محسوم لصالح الشعب مهما تخاذل المتخاذلون ومكر الماكرون، لأن الطغيان عابر و الوطن ثابت، ومهما أظلم الليل فضوء الصباح مشرق، نعم سيلزم بعض الوقت لتفادي العواصف لكن في آخر المطاف، سترسو سفينة الوطن على بر الأمان، إن قُدّر لهذا الجيل من المغاربة أن يعاني و يتحمل بالقدر نفسه الذي يتشرف فيه بإرساء أولى دعامات دولة المواطنة الحقيقية، وتقويض ركائز دولة خدام المخزن، فهو يدفع فاتورة قرون من الخوف والضعف والجهل، أما ما يسمى بالحكامة الجيدة فلن تأتي ب "السلام عليكم نحرثو الفول" بل يجب أن تنصف المظلومين والمكلومين من مواطنين ضعفاء وموظفين صغار وعمال من ذوي الذخل المحدود وتنزل كماء منهمر لتعطي أكلها بعد حين وتظهر جودتها ومردوديتها وتكون لهم وليس عليهم مع المسؤولية والمحاسبة طبعاً وأسطر على المحاسبة، وليس عفا الله على ما سلف إن كنا فعلا جادين بقطع كل سبل الخطابات العشواء المملة المثيرة للغثيان والقطع مع عقلية الراعي والقطيع.