ذكرى الركوب الفاشل على قطار الربيع العربي، والإستحواذ على تاريخ الشباب المغربي الحر الذي خرج إلى الشوارع صادحاً بالحق في وجه الفساد، أدوات مكّنت من استعجال تجديد الركوب على الشعب من طرف البهلوانات المحترفة في تحريف النقاش إلى تهم وترهات إلهائية كلما اشتدت المطالب الإجتماعية…لم يخلف المغاربة موعدهم مع التاريخ كما يشاع عندما تخلوا عن حركة 20 فبراير، فالمغاربة لم يتخلوا عن الحركة إلا حينما جاء تجار الدين ووعدوهم بالإصلاحات و تحقيق المطالب ومحاربة الفساد، وخصوصاً الثقة العمياء للمغاربة في "مول سبع ملاين" الذي تنكر في صورة المنقذ المدافع عن الضعفاء وهو في الأصل إطفائي وراكب أمواج الليل للنيل من حركة 20 فبراير، وإغراق البلاد في الديون الخارجية، والنتائج المحصل عليها هي الأزمات التي يتخبط فيها الشعب في مجال الصحة والتعليم والحريات العامة… لكن يبقى لدينا أمل أن الأمور ستعود إلى السكة الصحيحة، بعدما تتخلص من الشوائب والقذارات التي علقت بها من قوى الشر والظلام التي لازالت تقاتل بكل خبث ومكر لمنع التغيير، لكن عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف، وقد يبدو للبعض ظاهرياً أن قوى الظلام قلبها على الوطن غير أنها لا ترى إلا مصالحها الخاصة، وهناك أطراف أخرى تتصيد الهفوات وتتحين الفرص لتنفث سموم الفتنة والفرقة تارة وتبث خطاب الإحباط تارة أخرى متوسلة إلى عموم المواطنين بخطاب الأوهام والأحلام، أو بخطاب الغوغائية أو خطاب العدمية التي يتغذى على الجهل والفقر والتخلف.