لا تخلو السياسة من بعض الطرائف التى تخفف من سوداوية مانشاهده ونسمع عنه هنا في مهجرنا، نحن اللاجئون الاقتصاديون الذين هربنا من جحيم بلدنا المغرب ،و جئنا على متن الباطيرات بعضنا والبعض الاخر سباحة اوعالقا بهيكل شاحنة … وتاوينا اسبانيا كجالية مترامية الاطراف، يعج مشهدها وتكتظ ساحاتها بالنكت و النوادر وطرائف الامور الغريبة والعجيبة واخبار المضحكات المبكيات . غير أن بعض المستجدات والتحولات السياسية الطارئة التى فوجئت بسماعها اثر عودتى من غيبتي الأخيرة عن عالم الفيسبوك ،هي من صنف شر البلية مايضحك بامتياز. المواقف المتشددة التى اصبح يبديها البعض من المهاجرين المغاربة باقليم كطالونيا تجاه الحكومة الاسبانية وتجاه الشعب الاسباني على صفحات الفيسبوك تعطي الانطباع بان المنحى الذي تريد القوي الخارجية المؤثرة ان ياخده المزاج العام، هو الدفع باللاجئين الاقتصاديين المغاربة للدخول في المواجهة مع المجتمع المدنى الاسباني ومؤسساته ،والتدرج من مربع الاعتدال نحو التطرف ثم نحو الشوفينية العمياء .وهذا ليس في صالح الملايين من اللاجئين المغاربة الذين تحتضنهم اسبانيا وتغمض سلطاتها العين عن تجاوزات الكثيرين منهم باحتلال، سكن الغير وعدم تشديد قوانين الترحيل، اواقامة الدواوير من الخيام البلاستيكية .. سواء تعلق الامر بالحاصلين على الجنسية و تراخيص الاقامة ام الذين يتواجدون في وضعية غير قانونية .. يقال ان شر السياسة السذاجة ،والبعض من ساسة اخواننا واخواتنا المغاربة المهاجرون باقليم كطالونيا ، كان لوقع حدث نزول حزب الاتحاد الاشتراكي(احدي تلك القوى الخارجية التى تمارس التحريض ) ضيفا ثقيلا عليهم ومزعجا لتماسكهم واستقرارهم ، نفس الوقع الذي خلفه سقوط قنينة الكوكاكولا الفارغة من احدى الطائرات على راس رجل من احدى قري بوتسوانا الهادئة وما تسبب فيه ذلك الحدث من خلخلة لهدوء وتواضع حياة البسطاء (فيلم الالهة سقطت فوق راسي ). البعض من "الاتحاديين الجدد" لا يتعاملون مع الفعل السياسي على انه فعل بشري يحكمه صراع القوى والتسويات ،بل يتصرفون بتهور كما لوكانت توجيهات زعامة حزبهم تعاليم انجيلية تصدر عن قديس يملك الحقيقة المطلقة وما عليهم سوى الامتثال والتنفيذ الحرفي . هكذا اصبحنا تسمع أحدا من اللاجئين الاقتصاديين المغاربة يطالب من موقع انتمائه الحزبي بمحاكمة بيدروسانشيس رئيس الحكومة الاسبانية (المطلب الذي لم يجرؤ حتى غلاة اليمين المتطرف من معارضيه على الجهر به في العلن ) و تسمع عمن يدعوا المهاجرين المتحزبون بمغادرة حزب الاشتراكي العمالى (اليسار) والالتحاق باحد احزاب اليمين المتطرف الاكثر عداءا للاجانب و الاكثر كراهية للمورو بوجه خاص …. السياسة ياناس لعبة لها اصولها وقواعدها وضوابطها وتتغير حسب الظروف والاحوال والمعيار الاكثر اهمية كما يقول الاخصائيون في العلوم السياسية والاكثر اهمية والاعمق اثرا في استقرار المجتمعات وازدهارها يتمثل بامتلاك القدرة الجماعية على ادراك معنى التوازن . السياسة راه ماشي غير بردع دحشتك وانغز سير على الله . يالله نديرو مظاهرة باش يرجع فرانكو…….