في الوقت الذي ألقى فيه عشرات الشباب من مدينة الفنيدق بأنفسهم أمام الكاميرات، في عرض البحر في اتجاه مدينة سبتة عوما بكل أنواع فن السباحة في ملحمة جديدة للبحت عن لقمة العيش الكريم ، لشباب لم تعد تهمه الشعارات الرنانة والتطمينات الباهتة0 وفي الوقت الذي التهمت فيه أمواج البحر الشاب سليمان الحليمي الذي خلف لأمه آخر رسالة على حائطه الأزرق قبل أن يلقى حتفه وهي بالفعل رسالة مؤثرة خطها الفقيد بملح الدموع وستضاف حتما الى سجل أدب الغرقى في مغرب اليوم تم تذرف تدوينة المرحوم الدموع : "أنا خائف بأني لن أراك مجددا يا أمي "0 في هذا الوقت الذي عجت به مواقع التواصل الإجتماعي بفيديوهات الشباب "الحارك" على ظهر الموجة ،كان التلفزيون ينقل جلسة للبرلمان خصصتها الأحزاب لاستعراض سجال توزيع القفة السحرية بعدما أصبحت البرامج غير قادرة على استمالة المواطن وبعد أن أصبح ميامين القبة المحترمة يعزفون لقضايا الشعب لحن أم كلتوم في "بعيد عنك" 0 وحتى الإعلام الرسمي الذي يضحك على المشاهدين في هذا الشهر الفضيل بكاميراه الخفية وبوجوه حولوا الشاشة التي يؤدي ثمنها المواطن من جيبه الى ألبوم خاص بدى باهتا، الإعلام "الأعور "أدار ظهره لمأسات شباب الفنيدق واكتفت بعض المنابر "الحامضة" بالحديث عن فتح السلطة لتحقيق تحريض الشباب من أجل الهجرة من طرف جهات0بدل أن تفتح تحقيق في الظروف المآساوية التي تدفع الشباب برمي نفسه في هول الموج 0 المثير في فيديو الشباب الذين قطعوا البحر سباحة من الفنيدق حتى سبتة هو طريقة تخلصهم من تيابهم على الشاطئ أمام العدسات، قبل ارتمائهم بحماس في أول موجة ستقلهم إلى بلد الكرامة0 وكأنهم أرادوا بذلك ترك رسالة رمزية للمسؤولين ،مفادها أنهم نبدوا بالعراء مثل صاحب الحوت في وطن يغتال أحلامهم0 وبدل الزوارق المطاطية ستدخل الموجة من بابها الواسع لأغاني "حريك "الشباب وبدل أغنية يا الباطو يا مون أمور سنسمع مستقبلا يا الموجة يا مون أمور ديني لبلاد الغربة ، فالموجة أصبحت لوحدها كافية للعبور وعلى رأي الستاتي عطيني الموجا بلا باسبور ! ويبدو أن السلطات المغربية لازالت تتعامل مع المهاجرين بمنطق "قرع بفلوسو أرى داك الراس نبوسو "، فهي في كل مناسبة لغرق مهاجرين سريين من أبناء جلدتنا تضربها "بتصميكة" وتنكس رأسها في التراب ، ولا تعترف بالمهاجر السري إلا بعدما ينجز وتائق الإقامة ويشرع في تحويل الأورو لخزينتها 0 فحسب المعطيات الصادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، فإن التحويلات المالية للجالية قد وصلت في نهاية شهر فبراير المنصرم حوالي 12,3 ملايير درهم وبلغت التحويلات المالية للجالية خلال 2020 حوالي 68 مليار درهم وهو رقم قياسي 0 ويمثل هذا المبلغ المحقق في ظرف شهرين من السنة الجارية ارتفاعا قدره 22,5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، كما أنه أعلى مستوى محقق في السنوات الخمس الماضية حيت بلغت التحويلات المالية للجالية خلال 2020 حوالي 68 مليار درهم0 وهذا التقرير يعكس مدى التضامن والسند الذي أبدته الجالية المغربية في ظرفية كوفيد تضامن يستحق أن نرفع له القبعة عاليا ، وأن تعمل الحكومة الى تعزيز الاهتمام بالجالية بدل الترويج المناسباتي لعبورها ! ومن موجة شاطئ الفنيدق الى موجة كورونا التي يبدو أنها كانت جيدة بنتائجها على خزينة الدولة ، ذلك ما أكدته احصائيات وزارة الداخلية ، فمند شهر يوليوز الماضي إلى شهر ابريل الحالي فقد تم توقيف وتغريم حوالي مليون ونصف مواطن خالفوا التدابير الاحترازية المتعلقة بفيروس كورونا0 و بعملية حسابية بسيطة إدا افترضنا غرامة 300 درهم للفرد كحد أدنى،سنجد أن خزينة الدولة استفادت من 450 مليار سنتيم من جيوب المواطنين، في ظرف 9 أشهر فقط ! كرونا لم تدخل بوجه الربح فقط على خزينة الدولة ، بل كانت فرصة للوبيات الصيد البحري بالمغرب لاستغلال مفرط للأسماك السطحية واستغلال ظرفية الوباء ، فعندما كان المغاربة مشغولون بالتدابير الإحترازية كانت لوبيات مشغولة بطحن الثروة السمكية 0 هذا ما كشف عنه تقرير منظمة IFFO الدولية لسنة 2020 فقد قامت وحدات مغربية بتصدير 162 ألف طن من الدقيق و45 ألف طن من الزيوت المستخلصة من السمك. وبعملية حسابية بسيطة فإن هذه الوحدات قامت بطحن أزيد من مليون و300 ألف طن من الأسماك السطحية لتتمكن من استخراج وتصدير الكمية التي أعلنت عنها المنظمة في تقريرها وأكدتها أيضا إدارة الجمارك. وهذا الطحن المبارك تم بضوء أخضر من أقدم وزير فلاحة في العالم السيد عزيز أخنوش الذي تقول تقارير أنه قفزت ثروته من 1,7 مليار دولار الى 3,5 مليون دولار في ظل جائحة كوفيد " غي علينا". ولو كنا في بلد الشفافية" وهذا مستبعد جدا " والحال أننا نستفيق كل يوم على فضائح ونهب ونسمع جلاجل ولا نرى طحينا ،توجب نشر أسماء هذه الوحدات الإنتاجية وفضح ارتباطاتها لتحديد المسؤوليات ومحاسبة عزيز أخنوش عن الكوطات التي يمنحها بسخاء لمحظوظين لنهب وتدمير الثروة السمكية للمغاربة الذين يبدو أنه لم يتبقى لهم من البحران سوى ركوب أمواجه0 أخيرا لا أجد حرجا في مصارحتكم فمع كل هذه الهموم ، لم أعد أجد متنفسا منها أكتر من متابعة رقصة الشيخة طراكس على أغنية "نموت أنا وما يموت غزالي "والتي تجاوزت السبع ملايين مشاهدة ، فرقصة الأخت في الله طراكس تجمع بين اندفاع الفرس لتحية كريوكة وغنج الراقصة دلال ودبدكة شاكيرا ما شاء الله وخلاص على الشيخة طراكس ، التي كشفت غبائنا ونفاقنا فرقصت هذه المرة فوق أعصابنا جميعا على متن "كومبريسور " وهي تفتي في ركنها بفقه إبن تميمية ويقال له إبن تيمومة والله أعلم ! وسبحان من جعل الآنام في بطون الأنعام !